كرونيك

أنصار عبد اللطيف وهبي ومصاحف معاوية

انتهت معركة الشرعية في حزب الاصالة والمعاصرة بنزال حاسم على أبواب مدينة الجديدة.

ساحة المعركة جميلة وفسيحة، بغابتها وبحرها. يحرسها قوم شداد غلاظ استقدمهم قادة الحزب في استعراض محسوب لقدراتهم التنظيمية.

في معركة أخرى مصيرية، أقدم بقرون عديدة، رفع أتباع معاوية المصاحف على رؤوس السيوف.

انطلت الحيلة على الخصم، وسرعان ما رهن معاوية وأتباعه تاريخ أمة بأكملها بانشقاق متجدد وبلا نهاية.

في الجديدة، حين عجز الفريقان عن الإنصات والحوار، اعتلى المنصة فقيه أنيق وأسكت القاعة الفسيحة بتلاوة عطرة لآيات من كتاب الله.

عاد أنصار وهبي وخصومه إلى المنصة وتبادل الجميع خطبا بليغة ومؤثرة حول الاختلاف والديمقراطية.

طبعا، لم يسلم أي طرف من الصياح والهتاف. فالحرب هي الحرب.

أخيرا، وقبل بزوغ فجر يوم جديد بساعات قليلة، انتخب أعضاء المجلس الوطني، وسط العياء والتصفيق والإغماء والاحتجاج.

الباقي مجرد تفاصيل.

وصل عبد اللطيف وهبي إلى سدة القيادة وتفرق الجمع بين موافق ومعارض.

في صراع مختلف، يصر أهل تارودانت على حيازتهم منشأ وأصل الدقة المراكشية.

والدقة لعبة قائمة على ثلاث آلات: تعريجة، وبندير، وقراقيش.

يبدأ الإيقاع منخفضا ليصل ذروته بقوة وتناسق. ترافق الدقة الرودانية “لكريحة”. وهي قصيدة إنشاد لا محيد عنها.

صادق المكتب السياسي، المنعقد يوم 9 يونيو 2020، على قرار تعيين السيد رحو الهيلع أمينا جهويا لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الرباط سلا القنيطرة، في مسلسل تغييرات متتالية بإيقاع بطيء ومدروس داخل قيادة الحزب، منذ فوز عبد اللطيف وهبي بمعركة المؤتمر الوطني الرابع.

“لكريحة” الجيدة وبراعة المقدم أساسيان لنجاح عرض الدقة الرودانية.

أكيد أن عبد اللطيف وهبي لا يحتاج ارتداء الزندية والقشاب والطاقية ليثبت مهارته الواضحة في فن الدقة الرودانية وفي فن السياسة أيضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock