أضواء على مدار 24 ساعةلا إكراه في الرأي

ما قام به فريق نهضة بركان لم تقم به الأحزاب السياسية

إبراهيم أفروخ

ما قام به فريق نهضة بركان لم يقم به أي أحد، بمن فيهم الأحزاب السياسية المشغولة بالإلتفاف على المناصب والمسؤوليات وإغراق البلاد في الديون وخلق الأزمات الإجتماعية. يجب أن ننتبه إلى ما فعله فريق نهضة بركان، فهذا الفريق قد أربك مخططا قديما بنته المؤسسة العسكرية في الجزائر لدرجة أنها تضعه شرط حاسم في صناعة رأس النظام والقرارات السياسية وشؤون البلاد، فلأكثر من خمسين سنة وهذا النظام يصرف جميع مقدرات البلاد وثرواته ويسخر كل إمكانيات الدولة في الداخل والخارج وأيضا لإعلام من أجل إقناع الشعب الجزائري أنه أسس دولة تسمى (الجمهورية الصحراوية) جنوب المغرب، ليأتي فريق مغربي إسمه نهضة بركان ويهدم كل شيئ على رأس هؤلاء الجنرالات ويخسف بكل ما بنوه خلال خمسين سنة.

فالذي حققه فريق نهضة بركان ليس بالأمر الهين. القضية أكبر وأعمق من ما يتم الحديث عنه من جدال على المواقع ووسائل التواصل الإجتماعي؛ على أنه مجرد خلاف تقني بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والإتحادية الجزائرية لكرة القدم، الفريق البركاني الذي لم يتسلم أقمصته ولم يلعب المقابلة التي جاء من أجلها قد أزال التدجين الذي تعرض له غالبية الشعب الشقيق بالجزائر، هذا الفريق ساهم فعلا في تحريك القناعة المدجنة التي تم بناؤها طيلة خمسين سنة لدى المواطن الجزائري، فلن تجد متابعا لكرة القدم بالجزائر أو مهتما أو عاشقا أو بيتا جزائريا لم يفهم تفاصيل وأسباب الواقهة ويتحدث عنها.

خوف النظام الجزائري لم يكن من القميص او من هزيمة فريق إتحاد العاصمة على يد نهضة بركان، النظام الجزائري كان يخاف من الوعي الشعبي ووصول فكرة أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها وأنها قضية تم طيها بلا رجعة. هذه المرة بلع النظام الطعم لأن الرسائل وصلت عبر كرة القدم بشكل أسرع وأبلغ، فما كان يخاف منه هذا النظام قد حدث فعلا على يد نهضة بركان التي نجحت في إيصال الرسالة بوضوح إلى الشعب الجزائري، الذي سيحاسب في يوم من الايام هذا النظام وأزلامه على الأكاذيبه والأموال التي يصرفها يوميا على قضية وهمية ترهن مصير شعب بأكمله.

إن قرار مصادرة قميص فريق نهضة بركان يوم الجمعة الماضي من طرف جمارك مطار الهواري بومدين، خدم قضية الصحراء المغربية من حيث كان يريد أصحاب قرار المصادرة الضرر بها، وإنقلب السحر على الساحر،

وتم تداول الموضوع بشكل واسع في الجزائر وفُتك بمخطط تم بناؤه منذ خمسين سنة، ولم يعد يثق الجزائريون بأكاذيب هذا النظام ولن يصدقوا كذبة أن إسرائيل وراء ذلك وأن قرار الفيفا والكاف جاء بسبب موقف الجزائر من القضية الفلسطينية.

صحيح أن فريق نهضة بركان لم يلعب المقابلة التي تم الغائها من طرف (الكاف) على إعتبار أنها مباراة ذهاب نصف نهائي الكونفدرالية الأفريقية يواجه فيها إتحاد العاصمة الجزائري يوم الأحد 21 أبريل 2024 بملعب جويلية بالعاصمة الجزائر، لكنه فريق يستحق التقدير والإحترام وما إستقبالا شعبيا كبيرا لما قدمه من دروس في الوطنية والشهامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock