كرونيك

امرأة.. رجل.. ومصعد الانتخابات

حاربت النساء طويلا من أجل الحق في التصويت. وقد حصلن أولا على حقوق تصويت جد محدودة في دول اسكندنافية وفي بعض المستعمرات الاسترالية، وكذا في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر.

في سنة 1904، تأسس التحالف الدولي لحقوق المرأة في ألمانيا ليدافع بشدة وبنجاعة عن أحقية النساء في المشاركة في الحياة السياسية.

كانت أول دولة أوروبية تقدم حق الاقتراع للمرأة هي  فنلندا، ثم جزء من الإمبراطورية الروسية، التي انتخبت أول امرأة في العالم كعضو من أعضاء البرلمان في الانتخابات البرلمانية لعام 1907. منحت النرويج  المرأة حق الاقتراع الكامل عام 1913.

منذ ذلك الحين، لم يعد غريبا أن تصوت المرأة وأن يصوت الرجل أيضا في جل بلدان الدنيا، حتى في أماكن لم تعرف تصويت أيا منهما واكتفت بحكم العسكر أو بأنظمة وراثية مطلقة لسنوات طوال.

حازت أصغر برلمانية على مقعد في مجلس النواب، باسم حزب معارض سنة 2016 عن عمر واحد وعشرين سنة.

بعد سنة من الأن، يمكنها الحصول على تقاعد خمسة آلاف درهم مدى الحياة.

خديجة التحقت بقطاع الوظيفة العمومية سنة 1984. اشتغلت براتب أول لم يتجاوز الف وخمسمائة درهم، في مدينة صغيرة جنوب المغرب. شاركت تباعا في كل الانتخابات من 1993 إلى 2016. بعد أكثر من سبعة وثلاثين سنة عمل، ستتقاعد بعد سنة كذلك وستحصل على معاش يقارب خمسة ألاف درهم.

خلال فترة التمثيلية في البرلمان، تسافر أصغر برلمانية مجانا عبر قطارات المغرب وتستفيد من الفنادق المصنفة ومن تعويضات أخرى تشمل التنقل والهاتف.

تهدف اللائحة النسائية إلى توسيع مشاركة المرأة في المؤسسة التشريعية. وتفترض خديجة أنها حين تصوت كل مرة، سيدافع عنها من تختارهم وستتمكن من تحسين وضعها المادي والاجتماعي وضمان تقاعد مريح.

يلوح بعض قادة أحزاب سياسية بامتيازات لكل من يتوجه لصناديق الاقتراع السنة القادمة. تشمل هذه “الامتيازات “الإعفاء الجُزْئِيّ من مصاريف وثائق إدارية وأشياء صعبة التحقيق مثل أسبقية التوظيف.

بلغ إجمالي الناتج المحلي للفرد في فنلندا، أول بلد سمح للنساء بالتصويت، 43,485 يورو في عام 2019. أي ما يعادل 365 391 درهم.

يمكن لصناديق الاقتراع أن تأتي بكل شيء؛ بحكومات ناجحة، بالمعتدلين أو المتطرفين، بالفاشلين والشعبويين. ما لا يمكن فهمه هو أن تصبح الانتخابات مصعدا سريعا نحو الامتيازات للسياسيين وبناتهم وزوجاتهم وربما حتى عشيقاتهم، وهاوية سحيقة نحو الفقر والهشاشة للمصوتين، النساء والرجال منهم على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock