كرونيك

توقف الحجر الصحي، لكن المرض لا زال بيننا

يستخدم اليابانيون كلمة كاميكازي للإشارة حصريا إلى إعصار يقال أنه أنقذ اليابان من غزو أسطول مغولي سنة 1281.

أما في معظم اللغات الأخرى ، تشير الكلمة إلى مجموعة طياري الجيش الياباني الانتحاريين الذين قاموا بإسقاط  طائراتهم عمدا فوق السفن الحربية الأمريكية في المحيط الهادي خلال الحرب العالمية الثانية.

خلفت بعض تلك العمليات أضرارا جسيمة، ولكنها لم تحسم الحرب لصالح اليابان.

يعرف كل ذي عقل سليم أن المواجهات العسكرية تنتهي لصالح الجيش الأكثر تنظيما والأحسن تدريبا وتسليحا. أما التهور فلا فائدة منه.

تحاول دول المعمور منذ شهور مواجهة عدو بات يهدد الصحة العامة والاقتصاد، إنه الفيروس التاجي او كورونا. لا يوجد حاليا لقاح أو علاج مضمون.

يمكن دائما اكتشاف طرق لهزيمة العدو.

يطلق حكماء الصحة مصطلح التدابير الحاجزية على استعمال القناع واحترام مسافة التباعد المحددة في حوالي متر ونصف.

في آخر المطاف، الفيروس كائن حي وليس مخلوقا ميتافيزيقيا من شاكلة الجن والعفاريت، إذا احتميت وراء قناع جيد، فأنت في مأمن منه والناس حولك لا يخشون أيضا أن تتحول إلى ناقل للمرض.

يمكن أن يمارس الأفراد حياتهم ويتجنبون العدوى، شريطة الالتزام بتعليمات السلامة، وهي تعليمات من يقفون في الصف الأول في مواجهة المرض القاتل، على اعتبار أننا في معركة حقيقية.

بعد انتهاء الحجر المنزلي، شارك آلاف التلاميذ في امتحانات نظمتها وزارة التعليم. لم تسجل أية حالة مرضية بفضل الاحترام الصارم لتدابير السلامة.

في الولايات المتحدة الأمريكية لم يجد بعض المتذاكين حلا آخر غير ابتلاع المطهرات. مات من مات منهم نتيجة الغباء، لا الجائحة.

لا أحد يتوقع منك أن تهوي بطائرة مشتعلة على سفينة حربية لإنقاذ وطنك. تحتاج فقط لوضع قناع حين تغادر بيتك، والابتعاد قدر الإمكان عن الاختلاط بالناس. ستنقد البلد من الجائحة ومن انهيار الاقتصاد إذا ما تفشى المرض، لا قدر الله.

كاميكاز تعني رياح الآلهة. وهي محاولة أخيرة ويائسة لتفادي الهزيمة.

يقول المثل الياباني: عندما يتوقف المطر ننسى المظلة.

أتمنى أن لا تقودنا رياح الجهل والغباء إلى خسارة المعركة، بعد أن ربحنا المواجهة الأولى بأقل عدد ممكن من الضحايا.

لقد توقف الحجر الصحي، أما المرض فلا زال بيننا.

كل من يتجول بلا قناع، ودون احترام للتباعد الاجتماعي  يساهم في هزيمة البلد في معركته الصعبة ضد كوفيد 19.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock