مجتمع

من الصين، الزهرة الغلبي تكتب عن فيروس كورونا والإشاعة: هكذا انتصرت الصين على الإشاعة…!

قبل يومين، كتبت مقالا يلخص الإجراءات الوقائية المتبعة من أجل الحماية من فيروس كورونا، الحدث الأخير الذي سيطر على  العالم بحكامه ورعاياه وعلمائه، ولم تستطع أية جهة التوصل إلى دواء لعلاجه، حيث اجتمع أكبر العلماء من مختلف المعاهد ولم يتوصل إلى العلاج لحدود الساعة التي نكتب فيها هذا المقال، لكن سنتناول في هذا الأخير زاوية معينة وهي زاوية الإشاعة، الظاهرة الغريبة التي يقف وراءها أناس بقصد وآخرون بدون قصد فقط لأنهم صدقوا ولم يتحققوا من مصدر المعلومة ومدى صحتها.

هذه الظاهرة التي تلخص جانب الشر في خالقها ثم مروجها، لا لشيء سوى لفزع الآخر والنيل منه لأنها قاتلة للمتلقي، حيث تزرع الخوف والقلق في النفوس، بالرغم من عدم صدقها وصحتها، دائما وانطلاقا مما عاشه الشعب الصيني من إشاعات مختلفة وتمت مواجهتها من طرف الحكومة الصينية بفرض عقوبات زجرية وصارمة على كل من يروج لها، سواء كانت الغاية منها تجارية أم سياسية، ومن بين أغرب الإشاعات التي كانت مؤثرة جدا عرض بعض الفيديوهات عن عمليات قتل جماعية بالرصاص للمصابين بالفيروس، حيث أصاب الرعب كل من شاهد مثل هذا ولم يتحقق بقليل من العقل مدى صحتها، وكأننا في غابة لا وجود فيها لمنطق العقل والإنسانية، في حين إن جمهورية الصين الشعبية خصصت مستشفيات مؤقتة كانت في الأصل عبارة عن ملاعب رياضية أو فنادق بالآلاف الأسرة بالإضافة إلى الخيام ناهيك عن المستشفيات الخاصة بهذه الأنواع من الأوبئة، وأخرى تنشر تكدس المرضى في خلاء وسماع صراخهم، في حين أن المصاب بالفيروس لا يصرخ، لأنه ليس مصابا بالسعار أو الصرع، بل تظهر عليه أعراض أخرى مثل الحمى وضيق في التنفس…، فكيف يصرخ وهو لا يستطيع التنفس، هذا الفيديو جعل أحد أفراد العائلة يتصل بي ليلا ليطلب مني حجز تذكرة في الحال والعودة إلى الوطن، هذه إضافات أخرى  يمكن أن تشوش على استقرار حياة الفرد..

هكذا حاربت الصين الإشاعة

ومن بين الإشاعات أيضا، بالرغم من أن الصين تتوفر على سياسة في الأمن الغذائي، هناك من ينشر على تطبيقات التواصل الاجتماعي نفاذ بعض الأطعمة مثل الأرز وغيرهم والبعض الآخر يتعلق ببعض الأدوية على أنها دواء لكورونا، في حين هو خاص بالأنفلونزا العادية، وبسبب الاشاعة نفذت كمية الدواء بالصيدليات، وخرج بلاغ من وزارة الصحة الصينية ينفي الخبر، لكنه تم سجنهم بعد ساعات قليلة من نشرهم للفيديو، في حين أنه كان يريد من وراء ذلك تكدس الناس لشراء الأرز من محله التجاري،  ومثل هذه الإشاعات  تشاع في المراحل الأولى من انتشار الوباء، لكن وبفضل العقوبات الزجرية  تم القضاء على هذه المشكلة، وقد نلنا منها وذلك بتصديق العائلة لهذا، كأن القيامة ستقوم في الصين فقط دون غيرها من الدول في العالم.

عابنت أمنا في هذه البلاد لم أشاهد مثله قط في غيره

أعطي بعض الأمثلة التي صادفتنا ونحن نواجه هذا الوباء، لكن ما أريده من خلال هذه الأسطر، هو عدم تصديق كل ما يشاع، لأن هناك أشخاص فنانون في ابتكار الخبر المزيف والسهر على ترويجه حتى يدخل الرعب في النفوس. وفي الحقيقة هذا مرض نفسي يعاني منه صاحبه، حيث يشعر بالسعادة كلما رأى الآخر يتعذب، كما عشنا بعض التصرفات الحقيقية مثلا هناك من يتعمد نشر الفيروس عمدة حتى يصيب غيره مثلا الشاب الأوروبي في أحد الحافلات

وهناك من يقوم بهذا، مع أنه ليس مصابا، من أجل زرع الرعب في الآخر مثل ما حصل في المصعد بأحد العمارات بمدينة  ووهان، حيث شوهدت امرأة تبصق على أزرار المصعد والتي سجنت…، مع العلم بأن كل مكان في الصين مراقب بكاميرات التسجيل، حيث لا يستطيع أي شخص القيام بعمل إجرامي معين ولم تسجله أحد الكاميرات المعلقة، حيث تجد في ركن وكل زاوية وكل شجرة وفي كل عمود كهربائي أو غيره  الالآت تلقط وتسجل كل شيء، شاهدت أمنا في هذه البلاد لم أشاهد مثله قط في غيره، حيث يمكن التجول في ساعات متأخرة من الليل أو حمل نقود في اليد أو الهاتف النقال يمكن تعليقه في العنق ويظهر بشكل واضح، دون أن تشعر بالقلق، نعم هناك شعب متخلق؛ لكن، لابد أن هناك لصوص أيضا فالخير والشر موجودين في البشر  منذ زمن هبيل وقبيل، وبفعل التجهيزات الأمنية والعقوبات الزجرية التي غالبها ما تكون الإعدام لا يجرؤ شخص على القيام بأي عمل إجرامي دون أن يخطط لذلك إذا أراد أن يبقى يعيش في الحياة بعده فعل الاقتراف.

للإشارة، بعض الإشاعات كانت مصادرها مواطنين صينيين والبعض الآخر تكون مصادرها أجنبية.

وسيكون هذا المقال مرفق بقصة قصيرة حول الإشاعة للتسلية فقط وهي منقولة ما دام الجميع  في حالة حجر صحي سواء في المستشفيات أو داخل المنازل.

قصة قصيرة على سبيل الحكمة

في يوم من الأيام سمع، الأرنب صوتا صادرا عن الأرض يشبه صوت تكسّر شيء، فخطر بباله أن الأرض ستنكسر، فأخذ يجري خائفا، فرآه أحد الأرانب فسأله عن سبب جريه، فقال لها: الأرض ستنكسر. فأخذ الأرنب الآخر يجري أيضا، وحين يسأله أرنب آخر يخبره أن الأرض ستنكسر، فيجري الأرنب الآخر أيضا، حتى صارت كل الأرنب تجري مذعورة، فقابلها القرد فسأل عن سبب هربهم، فقالوا له: الأرض ستتكسر، فأخذ يقفز بين الأشجار هاربا، ويخبر الجميع، ففر معظم حيوانات الغابة حتى وصلوا إلى المكان الذي يجلس فيه الزرافة فقالت لهم: توقفوا.. إلى أين أنتم ذاهبون؟ قالوا: الأرض ستتكسر. قال: من قال ذلك؟ فأشارت الأصابع إلى القرد. فسألت الزرافة: من قال لك أن الأرض ستتكسر؟ فقال: الأرانب أخبرتني. فسألت الزرافة الأرانب: من قال لكم أن الأرض ستتكسر؟ فأشارت الأرانب إلى الأرنب الذي قال لهم ذلك. فسألت الزرافة: كيف عرفت أن الأرض ستتكسر؟ فقال: سمعت صوت تكسرها.

ذهبت الزرافة إلى المكان الذي سمع فيه الأرنب صوت تكسر الأرض، فوجدت أن الصوت الذي سمعه الأرنب كان صوت سيارة شاحنة بقرب بيت الأرنب!

لا تصدّق كل ما يقال لك حتى تتأكد بعينك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock