كرونيك

كم عدد الممثلين في المغرب…!؟

مرة، سئل صحفي مخرجا إيطاليا معروفا عن عدد الممثلين بالبلد. أجاب المخرج، أن إيطاليا فيها ثلاثون مليون ممثل، عدا قلة قليلة ممن يمتهنون المسرح والسينما.

موهبة التمثيل لا تظهر بالضرورة عند أداء أدوار المسرح والسينما.

حين حاول الوزير بن عبد القادر تمرير قانون الكمامة، مستغلا انشغال الناس والعالم بالجائحة، واجهه رواد المواقع الاجتماعية  بمقاومة شرسة، في ما يشبه متاريس ثوار كمونة باريس التي غيرت وجه التاريخ.

تراجع مرغما، واستمر في منصبه.

خرج عدد من الاتحاديين بمواقف التنديد ودعوات الإقالة. وربما توقع عدد من البسطاء الحالمين أن الرجل سيجمع أغراضه وسيغادر.

انتهى اللغط بسرعة وتفرق الجمع و لازال بن عبد القادر وزيرا.

في فصل آخر، صدم المغاربة برقم غير عادي من المصابات و المصابين بمرض كوفيد في مكان يدعى للالة ميمونة، بينما كان الكل يتوقع انتهاء العدوى.

مرة أخرى، ارتفع الإيقاع، دقت الطبول والمزامير في مواجهة وزراء الفلاحة والداخلية والصحة.

وصلت جوقة العازفين المنتقدة إلى ذروة أداء تصاعدي، أو ما  يسمى كرشندو باللاتينية، لتخفت تدريجيا.

إنها أوبرا حقيقية رغم ان المسرح الكبير على ضفة ابي رقراق لم يفتح أبوابه بعد.

الفصل التالي أداه ببراعة كل من الرميد وامكراز ومن معهما.

تعرفون القصة. لن أعيد سردها. ما يهم، هو قرار الحزب الذي “يحتضن” النجمين، أن يستدعي لجنة الشفافية.

القرار “الشجاع” حصد تصفيقا حارا. وربما، وقف بعض من المدافعين الدائمين عن الحزب مطولا بينما صاحب المشهد موسيقى ملحمية مؤثرة، على شاكلة ما يحصل خلال حفلات تسليم الأوسكار الباذخة والمليئة بالنفاق والعواطف المصطنعة.

أسدل الستار، وصمت الأمين العام للحزب واللجنة والمصفقون والوزيران… وحتى العازفون.

انتهى العرض.

تستمر ما يعرف بفكاهة رمضان، المملة والمقرفة أحيانا، طيلة الشهر الفضيل. ثم تتوقف برؤية هلال العيد. تكون فرحة الصائم مزدوجة بين ثواب منتظر وخلاص من “حموضة” بعض المحسوبين على الفن والتمثيل.

وزراء هذه الحكومة وأحزابهم يشتغلون طيلة السنة، بلا توقف.

لست مخرجا ولا حتى إيطاليا، ولا أعرف بالتحديد كم عدد الممثلين بالمغرب.

أفكر جديا في إحصاء أعضاء المكاتب السياسية للأحزاب والمنخرطين وأعضاء الحكومة.

وذلك لكل غاية مفيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock