كرونيك

نهاية أسبوع فريدة

يتحسر عدد كبير على أيام الحجر الصحي ويسترجعون بحنين أياما خلت كانت فيها إصابات كورونا في تناقص مريح. من حائر أمام تزايد متسارع ومخيف لحالات الإصابة بفيروس كورونا إلى مشكك في خطورة الجائحة، يتأرجح  غالبية الناس بين تشاؤم مفهوم وتفاؤل حذر يكاد يكون إجباريا لمواصلة رحلة الحياة .

الأطباء يطمئنون ويحذرون. الوضع متحكم فيه ولكن…

ولكن ماذا؟

غادرت مي نعيمة السجن وسكتت عن الكلام المباح. لا يزال السياسيون وغيرهم يترقبون ملامح النموذج التنموي الجديد ويشحذون أسلحتهم للانتخابات المقبلة في تجاهل مقصود لكوفيد 19.

في ذات الوقت، ملايين البسطاء يتبادلون رسائل غامضة مع خرفان العيد الكبير.

غموض يحتاج لشرح طويل مثل غموض الشعر المعاصر.

استاذن في اقحام الشعر في موضوع لا يبدو ذي صلة. فقد ضاق صبري بمحاولات أصحاب الفلسفة وعلم الاجتماع تحليل أحداث سنة مر منها ثلاثة أرباع بأشياء لم تحصل خلال قرون ولم يفلح أحد بعد، في فك طلاسمها ورموزها.

في مقابلة مع صحيفة لوموند، الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني يورغن هابرماس أحد رواد مدرسة فرانكفورت الفلسفية يحلل النتائج والآثار الأخلاقية والسياسية لأزمة كورونا و يخلص لضرورة الغاء النيوليبرالية او الليبرالية الجديدة.

وفي نفس  المقابلة، اعتبر الفيلسوف -المولود عام 1929- أن جائحة كورونا فرضت على العالم التصرف عن جهل صريح. يرى هبرماس أن الحكومات تتخذ قرارات مبنية على استشارة خبراء علم الفيروسات المعترفين بجهلهم، وبالتالي، توقع هابرماس أن هذه التجربة الاستثنائية ستترك أثرها على الضمير العام.

الخبراء يعترفون بجهلهم والحكومات تستشيرهم وتحتمي خلفهم أمام انتقادات الرأي العام.

محليا، الحكومة  تسجن مي نعيمة الجاهلة بإجماع أبناء دوارها وبشهادتها أمام المحكمة، بتهمة نشر الأخبار الزائفة.

اليوم، لا أحد يعرف من يملك الحقيقة.

لم يجد رئيس نفس الحكومة، أفيد من إسداء   نصيحة غريبة لعموم المواطنين، حيث حث الناس على السياحة الداخلية من باب انقاذ الاقتصاد واستعطفهم التزام بيوتهم من نافذة الوطنية، بما ان الباب قد حجزه سلفا للاقتصاد .

نخرج أم نعتكف؟ نقتني خروف العيد ام نكتفي ببعض الشواء الخفيف والدخان الكثيف؟ نسافر أم نعمر بيوتنا؟

من أجمل ما أنشد الشاعر الزاهد أحمد بن عاصم الأنطاكي:

هون عليك فكل الأمر ينقطع * وخل عنك ضباب الهم يندفع

فكل هم له من بعده فرج * وكل كرب إذا ضاق يتسع

إن البلاء وإن طال الزمان به * الموت يقطعه أو سوف ينقطع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock