رياضة

أبو تريكة و”الجهلي” المصري و”إن وأخواتها”

يتذكر الجميع أنه في سنة 1994، وبعد خسارة نادي الأهلي المصري لمباراة السوبر الأفريقي أمام الزمالك، انسحب محترفو البكاء من المنافسات الأفريقية لمدة أربع سنوات. ومساء اليوم يطلع الشيخ، أبو تريكة على فريق الأهلي بنصيحة القرن، لمعاودة هذا الأنسحاب يوم 30 ماي، لأن الإخوة في مصر استنفذوا كل أساليب الضغط والبكاء، والعويل الصادر عن قنواتهم وأبواقهم حتى داخل المغرب. لكن نسي أننا في سنة 2022 وهذه الأساليب وتمثيل دور المظلوم قد ولت.

فالكل يعرف أن هناك في “أم الدنيا” صناعة سينيمائية يتقنها الأشقاء المصريون، من تمثيل سينيمائي ومسرحي، لكن، في مصر، يمارسون كذلك التمثيل حتى في المنافسات الرياضية القارية، وهم بارعون في ذلك.

فكتاب هذا السيناريو المصري، يحاولون، من خلال فيلم رديئ من نوع لخيال العلمي، التأثير على الوداد لينشغل بموضوع الإنسحاب المزعوم لفريق الأهلي، وبالتالي يفقده تركيزه. لكن، ومن غرائب الصدف، أن نادي الأهلي الذي اكتسح في سنة 2017 النجم الساحلي 6/2 وتأهل عل حسابه للنهائي خسر في النهائي أمام الوداد بالمغرب، وهذا المساء تغلب الأهلي بنفس النتيجة على وفاق سطيف ليواجه في المباراة النهائية بالمغرب وداد الأمة، وكأن التاريخ يعيد نفسه في هذا الفيلم الهيتشكوكي، لمن ألف الإستحواذ على الألقاب الإفريقية.

لنعود لحظة إلى تويتر الشيخ أبو تريكة، طيب هل تريد أن ينسحب الأهلي؟ بسبب انتخاب المغرب لاستظافة مباراة النهاية؟ لكن قبل هذا، يجب أن نطرح عليك سؤالا، كيف تأهل الأهلي، ألم تكن ضربة جزاء اللامشروعة، ضد الرجاء العالمي، جناية تحكيمية مع سبق الإصرار والترصد؟ فبعد كل هذا التكالب على المغرب، والتظاهر بالجهل، بقي لكم خيار واحد، هو تغيير اسم النادي إلى “الجهلي” المصري.

حاولت جاهدا، أن أجد لك ولو عذرا مقبولا من خرجتك الأخيرة هاته، لكن كلما حاولت، تحضر ببالي دائما صور تمثيلك وأنت لاعب، يتظاهر بسقطات أنطولوجية للحصول هلى ركلات جزاء بالغش والتدليس، ويقرأ القرآن في الحافلة ويسجد لله بعد تسجيل الأهداف، وكان شيئا لم يكن. فلا أجد لك بعدها، أي عذر شرعي.

فإذا كان هناك من ظلم خلال هذه الإقصاىيات، فهو احتساب ضربة جزاء خيالية لفائدة الأهلي ضد الرجاء، يوم تلاعب مخرج المقابلة في اثبات أنها صحيحة، وتم بعدها توقيف حكم المباراة مهدي عبيد، أما عن فساد الكاف فيمكنك أن تسأل فاروق جعفر لاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق كيف كانت المنتخبات والأندية المصرية تفوز بالألقاب، اسأله كيف تمت عملية إقصاء حسنية ٱكادير والنهضة البركانية، ثم اسأله أيضا، عن نائب رئيس نادي المريخ السوداني، حينما اعترف أنهم اتفقوا مع الأهلي على التلاعب في نتائج المجموعة.

الظلم هو عدم ترشح مصر لفسها أصلا، لتنظيم نهائي العصبة ومطالبتها الكاف بتغيير مكان النهائي بعد أن فاز به المغرب بكل ديمقراطية، (13صوتا للمغرب مقابل 3 للسينغال). فهذا هو الظلم يا أبو تريكة، “يا متعلمين يا بتوع المدارس”.

ففي جميع القارات يتم اختيار ملعب المباراة النهائية عن طريق التصويت. وفي افريقيا فتحت الكاف باب الترشيح للجميع في شهر يناير، وترشحت الدار البيضاء ودكار فقط، وتم التصويت قبل مباريات النصف، وفازت الدار البيضاء بطريقة ديمقراطية كما يحدث في أوروبا وجميع القارات، فأين الظلم هنا وما ذنبنا إذا كانت مصر لم تترشح؟ يا أخ أبو تريكة، كيف تتكلمون عن الفساد في الكاف وقد سيطرتم عليها ولا زالت أذنابكم بها، وكلها تبصم بالعشرة أن ألقاب الأهلي، و”إن وأخواتها” توأم.

يا أخ أبو تريكة، الٱن بوجود لقجع، هناك قاعدتان في كرة القدم الإفريقية، لا يجب أن تنساهما. القاعده الأولى: لاتقارن أحد بلقجع والمغرب، القاعدة الثانية: عليك أن لا تنسى القاعدة الأولى حتى وإن خسرتم اللقب.

مفهوم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock