رؤى منطقية

أخنوش ارحل، احترق، اذهب إلى القبر

أُمْقُتوني واكْرهوني ..لكنني لن أكذِبَ عليكم

هاشتاغ :

المازوط بزوج دريال وليصانص مقابل الله يرحم الوالدين .

أخنوش ارحل، احترق، اذهب إلى القبر

————————————————————

لا أحد يريد أن يكون في موضع الفيلسوف سقراط حين وقف ضد عامة الشعب، فعلقوه على المِشنقَة .

ولا أحد يريد أن يقف موقف الأئمة الأجلاء الذين عارضوا عامة الناس ، فاتهموهم بالزّنْدقَة .

ولا أحد عاقل سيتعرض للسيول الجارفة أو يسبح ضد تيار النهر، لكنني أجد نفسي مرة أخرى أقف ضدكم جميعا وأفضل أن تكرهوني بدل أن أكذب عليكم .

أولا – ليصانص بثمانية دراهم وداك الشي :

كل حكومات العالم حين وضعت ميزانياتها السنوية وموازاناتها، وضعتها على أساس يتوقع، أن برميل النفط سيتراوح ثمنه بين 60 و70 دولارا، وأكثر الحكومات تشاؤما توقعت 75 دولارا، لكن بعد الحرب الروسية الأوكرانية تجاوز سعر برميل النفط 100 دولار، بشكل انعكس سلبيا على الموازنات العامة لكل الدول، إلا البلدان المصدرة للنفط طبعا، التي استفادت من هذه الزيادات ويمكن أن تنعكس إيجابا على مداخيلها وميزانيتها، وأنتم تعلمون أن المغرب يستورد النفط ويشتريه، وبالتالي فإن ارتفاع السعر العالمي يضر بتوازنه الاقتصادي وموازنته المالية، كما أن المغرب لا يستطيع أن يتحكم في سعر النفط العالمي، وبالتالي، لا يستطيع ان يتحكم في سعره وطنيا، إلا في حالة واحدة، وهي أن تقوم الدولة بدعم ليصانص والمازوط وبتأدية الفارق بين السعر العالمي والسعر الوطني ليصبح اللتر الواحد بسبعة دراهم .

لكن السؤال، من أين ستؤدي الدولة هذا الفارق؟ الجواب: ستؤديه من مالك ومال أبيك ومال العاملين والموظفين ومن جيوب دافعي الضرائب أو ستأخذه من مخصصات التعليم والصحة وباقي الخدمات الاجتماعية.

لا توجد مشكلة، لكن السؤال الثاني هو من سيستفيد من هذا الدعم ؟ الجواب طبعا ليس الكرارشية ولا عمال النظافة ولا النجارة ولا الحدادة ولا الشواش ولا العساسة والموظفين البسطاء أو الفلاحين الصغار وغيرهم من الفقراء وإنما سيستفيد من الدعم أصحاب المعامل الكبرى وأصحاب اللوجستيات الضخمة وأصحاب المشاريع الكبرى وأصحاب الكاطكاطات والبورش والفيراري .

فهل تقبلون أن تنقص الدولة من عرق أبيك ما تعطيه لأصحاب الملايير؟؟

ثانيا- أخنوش ارحل ولا موت كاع :

شعار ارحل يرفعه المناضلون ضد المسؤولين الذين يشغلون مناصب عُيِّنوا فيها، وحين يحصل الإجماع على رحيلهم وسط الناس، نصرخ ارحل ليسمعنا من قام بتعيينهم، حتى يُبادر إلى إقالتهم وتغييرهم، لأن السلطة التي تملك حق التعيين هي التي تملك حق الإقالة قانونيا و دستوريا .

أما مَن وصل لمنصبه بواسطة صناديق الاقتراع، فليس من حقك أن تقول له ارحل، حتى تصل الانتخابات ومارس فعليا موقف ارحل من خلال تصويتك ضده حتى يرحل ديمقراطيا و قانونيا ودستوريا، مثلما فعل الشعب المغربي مع حزب العدالة والتنمية، حكموا المغرب لولايتين بصناديق الاقتراع، وبعدها قال لهم الشعب ارحل بواسطة صناديق الاقتراع، لأن من فاز بالأصوات لا يمكن إسقاطه إلا بالأصوات وليس بالهاشتاغات .

سَمْحُو لي لحقاش ما كدبتش عليكم

مع محبتـي وخوووكُمْ أنا ..

عبد اللطيـف السعـدانـي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock