سياسية

خالد امجولي يكتب: ليس دفاعا عن أخنوش…!

عندما يشتد الخناق على حزب العدالة والتنمية بدرجة أولى، يوجه أصابع الاتهام نحو أخنوش زعيم حزب الأحرار بالمغرب، ويتبع خطاه في ذلك حزب الأصالة والمعاصرة، بل نجد أن عددا من قوى اليسار تشارك في نفس الحرب المعلنة ضد الرجل، دون الانتباه إلى خلفياتها، ومعرفة المستفيد من ذلك.

في  السياسة لابد من تحديد العدو و الصديق، او بالتالي لابد من أن نفرق بين الأعداء و الخصوم، أخنوش يمثل بورجوازية و رأسمالية مغربية ، لها الحق في ممارسة السياسة من أجل الحفاظ على مصالحها بشكل خاص و من أجل تداول السلط بشكل عام، فإذا كان من البديهي أن يشكل أخنوش  خصما بالنسبة لليسار المغربي، بعيدا عن مفهوم العداء الطبقي لانعدام شروط ذلك، فإن مشروع البيجدي، فرع التنظيم الدولي  للإخوان في المغرب،  يرقى إلى درجة العداء للوطن، ويأتي بعده مشروع البام الذي يعتبر مشروعا سياسيا فاشلا، نظرا للأدوار الحقيقة التي أداها، حيث نجح وساهم في هدم أسس الممارسة السياسية، تم تحول فيما بعد إلى حزب عقارات ولوبيات اقتصادية.

علاقة “حزب الكتائب” والبام بالهجمة على أخنوش

إن ما يطرح التساؤلات والشكوك هو ما علاقة تلك الحملة التي يشنها حزب العدالة والتنمية وكتائبه وكذا حزب الأصالة والمعاصرة على أخنوش بدخول جهات أجنبية على الخط وخاصة قبل وإبان فترة الاستحقاقات الانتخابية؟

إن عددا من وسائل الإعلام في كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، باتت تتناول شخصية أخنوش وتربطها مباشرة بالثروة وبالقرب من الملك، وتربطها بعملية البلوكاج الحكومي، ولعل خير دليل هو تناول الموضوع من طرف القناة الفرنسية فرانس 24 مؤخرا، حيث وظفت احتجاج البيجيدي، على استعمال الاموال في الحملة، مشيرة بأصابع الاتهام إلى أخنوش مباشرة.

فما هي إذن خلفيات كل تلك الحملات والمعارك ضد زعيم الاحرار بالمغرب؟

استهداف محكم لأخنوش من طرف للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين

إن مسألة عداء البيحيدي لأخنوش ليست وليدة اليوم، فإن المتصفح لجميع مراكز البحث والإعلام التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، سيلاحظ ان شخص أخنوش كان مستهدفا بشكل محكم، وحتى حملة المقاطعة لثلاثة مواد تجارية بالمغرب، قد دبرت خارج المغرب، ولكن في حقيقة الامر كان أخنوش هو المستهدف الرئيس منها، ولو تم التغطية على ذلك بإضافة مقاطعة مادتي الحليب سنطرال والماء سيدي علي،  وقد كان زعيم البيجيدي بنكيران المحرك الرئيسي لتلك الحملة داخل المغرب، ومازال يهدد الدولة ويهدد أخنوش بمقاطعة أفريقيا في كل مناسبة أو استحقاق، وقد تم استهداف أخنوش للأسباب التالية :

_ استهداف أخنوش بصفته صديق الملك، هو استهداف خفي للمؤسسة الملكية، واستهداف للدولة المغربية ومصالحها، في حين أن المؤسسة الملكية تقف على نفس المسافة من كافة الأحزاب السياسية.

_ إفريقيا شركة مغربية للمحروقات، أصبحت تنافس شركة طوطال الفرنسية ، وهذه الأخيرة هي المستفيد الاول من حملة المقاطعة، ثم إن إفريقيا المغربية مرشحة للتمدد إفريقيا، ومحليا في أفق استغلال آبار مغربية للغاز والنفط.

_ أخنوش يمثل بورجوازية مغربية ، بإمكانها الحد من قوة التواجد الإخواني داخل المغرب ، عبر صناديق الاقتراع ، و تهدد مصالح شركات أجنبية داخل المغرب وافريقيا.

_فشل بنكيران والبيجيدي في إدارة وتدبير صندوق التنمية القروية وعبرها مشروع مخطط المغرب الأخضر، حيث ظلت الموارد المالية للمشروع بعيدة عن أيدي البيجيدي، الذي كان يراهن على استغلال المخطط انتخابيا لصالحه.

– عدد من الشركات الخليجية والتركية والأوروبية تجد نفسها مهددة في تواجدها بالمغرب وافريقيا من طرف شركات مغربية واعدة.

أخنوش قوة تهدد المشروع الإخواني في المغرب

إن أخنوش وعبر مشاريعه السياسية والاقتصادية، أصبح  يشكل القوة الاولى القادرة على تهديد للمشروع الإخواني بالمغرب والحد من تغلغله، هذا المشروع الذي يراهن على التفقير والتأزيم الاقتصادي، أما البام، والذي أصبح كالمولود المتخلي عنه دون فطام، يجد أن قوته في تراجع وأنه أصبح ضحية تصاعد قوة حزب الأحرار، ويمارس نوعا من ابتزاز للدولة، علما أن هذه الأخيرة، وبما فيها  المؤسسة الملكية تقف على نفس المسافة من جميع التنظيمات السياسية، ولا أدل على ذلك ما تخبط فيه البام من أخطاء في علاقته بالإخوان وزيارته للغنوشي، زعيم حزب النهضة التونسي، وتصريح أمينه الملتبس حول قضية التجسس بيغاسوس، وإغلاق الحدود في وجه الباكوري، مما  يدل على بعد البام عن دواليب الحكم، وافتقاره للمعلومة .

إذا كانت السياسة تُحاسب طبقاً لمعيار مطابقتها أو عدم مطابقتها للمصلحة العامة، فإن كل التراجعات والإجهاز على المكتسبات، من فرض التعاقد والإجهاز على نظام التقاعد، ورفع الدعم عن المواد بما فيها البترولية، وكذا قضية 17 مليار من فائض مبيعات البترول، يتحمل فيها العدالة والتنمية المسؤولية الكاملة، عوض ربط الازمة بأخنوش.

قد نتفق او نختلف مع أخنوش سياسيا، ولكن الموضوعية تقتضي ألا نخوض، دون وعي، حروبا بالوكالة، ضد أي فاعل ساسي، او اقتصادي، لصالح قوى أجنبية وأذيالها في المغرب.

في كل مناسبة، ومع كل أزمة، أصبح يتضح لكل متتبع للشأن العام، ولكل الفرقاء السياسيين، أن هناك حملة مدبرة بدقة، ضد أخنوش، بعيدة عن حقيقة الصراع والتنافس السياسي الداخلي، لا تستهدف شخصه بدرجة اولى بقدر ما هي حملة مدبرة ضد مصالح المغرب الاستراتيجية، وضد استقراره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock