مدارات

زيارة جنرال دموي إلى باريس.. هل كان كزافييه درينكورت على حق؟ 1/2

زيارة سعيد شنقريحة إلى فرنسا، تُظهٍر بوضوح بحثه عن حامي جديد أو عراب، ليحل محل الدب المشبوه في أقصى الشمال، روسيا، ما سيضمن له شرعية سياسية معينة على المستوى الدولي

اعتبر باحث جزائري، الزيارة الرسمية التي قام بها مؤخرا سعيد شنقريحة نائب قائد أركان الجيش الجزائري إلى فرنسا، والتي تعد الأولى منذ زيارة سلفه الراحل اللواء أحمد قايد صالح عام 2006، تدخل، في إطار مهمة الإعداد والإشراف على الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس المعين عبد المجيد تبون المقرر إجراؤها في شهر ماي المقبل؛ وهي الزيارة التي أثارت العديد من التساؤلات في الجزائر والجالية الجزائرية في الخارج على السواء.

وأشار الباحث شكيب عبد السلام في مقال له، إلى أن الزيارة تؤشر على الطلاق بين الجيش الجزائري والروسي “ما سيدفع يدفع الضباط الجزائريين، في حدود سياسة الحرباء والبقاء مهما كان الثمن، إلى تنويع مشترياتهم من الأسلحة بالتوجه إلى فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا والصين. وجنوب أفريقيا والبرازيل.”

ــــــــ تفاصيل

استقبل المسؤول العسكري الجزائري للتو بضجة كبيرة من قبل رئيس أركان الجيش الفرنسي ووزير القوات المسلحة الذي وقع معه خارطة طريق تتعلق بالتعاون العسكري والأمني ​​بين البلدين.

هذا الجنرال، ثم العقيد، الذي استشهد به في مذابح العشرية الجزائرية السوداء في الأخضرية (باليسترو سابقاً ( في الجزائر))، والذي قتل بيده، هو للأسف، ضيف الشرف في قصر الإليزيه للرئيس إيمانويل ماكرون.

نقطة تحول في العلاقات العسكرية الجزائرية الفرنسية

وعلى ما يبدو، تشكل هذه الزيارة تمثل نقطة تحول في العلاقات العسكرية الدولية للجيش الجزائري وقطيعة مع معلمها وعرابها، منذ عام 1962، الاتحاد السوفياتي ثم روسيا، وقد تأكد هذا الانعكاس من خلال الهزائم المتتالية للروس في دومباس وفشل العملية العسكرية الخاصة في يونيو 2022.

في مواجهة هذا الوضع تحت ضغط أمريكي وفرنسي، وعلى وجه الخصوص التماس 27 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح عقوبات على الجزائر بعد انحيازها لروسيا، بسبب تحويل المساعدات إلى الأخيرة من خلال عقود ضخمة لشراء أسلحة من المجمع الصناعي العسكري الروسي، وبسبب التمويل الخفي والترحيب والإمدادات من فاغنر إلى تمنراست؛ أثمرت التهديدات الغربية عن طريق إلغاء مناورات حماغير العسكرية، وتأجيل زيارة عبد المجيد تبون إلى موسكو إلى أجل غير مسمى دجنبر 2022، وإلغاء العديد من عقود شراء الأسلحة، وخفض ميزانية الدفاع من 23 مليون دولار إلى 18 مليون دولار.

في هذا السياق، كانت الأركان العامة الجزائرية ستقرر تعليق مساعدتها لميليشيا فاغنر الروسية (؟)، كما أعرب عن رغبته في المضي قدمًا لوقف التلاعب بالانقلابيين في منطقة الساحل والصحراء وغرب إفريقيا، والذين غالبًا ما يكونون المستفيدين من حقيبة دبلوماسية تبدو متعثرة.

وهكذا، فإن الطلاق بين الجيش الجزائري والروسي سوف يدفع الضباط الجزائريين، في حدود سياسة الحرباء والبقاء مهما كان الثمن، إلى تنويع مشترياتهم من الأسلحة بالتوجه إلى فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا والصين. وجنوب أفريقيا والبرازيل.

تذكار تيغينتورين

قبل وصوله إلى مطار لو بورجيه في فرنسا، ترأس رئيس الأركان شنقريحة احتفالًا كبيرًا بمناسبة الذكرى العاشرة للهجوم المميت الذي تم بالأدوات في تيغنتورين، علما أن عملية تصفية الرهائن الأوروبيين والآسيويين كانت من عمل اللواء آيت وعرابي الملقب حسن، رئيس قسم العمل بأوامر من الجنرال محمد مدين، مدير دائرة الاستعلام والأمن آنذاك. وأقيم هذا الحفل بحضور عدد من سفراء القوى العظمى وكبار قادة الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى في قطاع المحروقات.

في خطابه، سعى اللواء سعيد شنقريحة إلى طمأنتهم بأن استثماراتهم مضمونة وسوف يتم تأمينها من طرف الجيش الجزائري. ويصوغ رسالة أخرى مفادها أن الجيش الجزائري يظل ضامنًا لمصالحه الحيوية في الجزائر، على الرغم من أن الاستثمار يعاني من نقص الصيانة والخدمات اللوجستية التي تم تجديدها بانتظام منذ ما يقرب من 20 عامًا.

هذا يؤدي إلى تكاليف إضافية هائلة لرفع مستوى الأجهزة الصناعية إلى المستوى القياسي. وبالتالي فإن ربحيتها غير محتملة.

كلمة رئيس الأركان هذه تعني أن على الغرب أن يدعم الجيش في السلطة في الجزائر العاصمة لأنه بدونهم ستكون مصالحهم بالتأكيد في خطر.

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock