رياضة

شنقريحة يهدد بلماضي والاتحادية الجزائرية على شاكلة الديكتاتور الارجنتيني فيديلا

جمال اشبابي

يخوض المنتخب الجزائري لكرة القدم مباراته الحاسمة أمام الفيلة الإيفواريين، في جو مشحون بالتوترات، بعد الأنباء التي تداولتها مصادر جزائرية حول تهديدات الجنيرال شنقريحة لأعضاء الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ومدرب الفريق بلماضي، لا لشيء سوى لأنهم خيبوا ٱمال الشعب الجزائري، وهي في الحقيقة ذريعة حتى لا يقول أنه يريد شراء الفرحة للتخفيف من التوترات السياسية والاجتماعية التي تعيشها الجزائر منذ تولي عبد المجيد تبون كرسي الرئاسة بقصر المرادية.

فالعقيد شنقريحة، حسب ما تداولته وسائل إعلام جزائرية، بلغ به الامر إلى حد التهديد والوعيد إن تم الإقصاء، واضعا نصب عينيه هتافات الفرحة، فرحة التأهل ولما لا فرحة التتويج بالكأس الإفريقية الثالثة، ولا يريد بتاتا أن يتخيل ولو في أفظع كوابيسه انطفاء شمعة الأمل التي أوقدها بلماضي وأبناءه منذ الكأس الأخيرة بمصر مرورا بكأس العرب بقطر. فسياسة إلهاء الشعب بالرياضة في الجزائر، ماهي إلا الشجرة التي تخفي غابة جزائرية متشابكة، تمتد فروع أشجارها مجهزة على الحريات الفردية، والتجويع والإقصاء، ووقوف الشعب أمام طوابير الزيت والسميد. فعندما يتحول جينيرال إلى خبير في كرة القدم، والكل في الكل، ليقصي وزير الرياضة الصوري، من استقبال وتوجيه الوفد الجزائري في منافساته، ويقصي حتى رئيس جمهورية الجينيرالات من مراسيم استقبال المنتخب الجزائري المتوج بدورة الكأس العربية بقطر، فهو بذلك يحول الشباب والرياضة إلى أدوات لبقائه معمرا في السلطة ليس إلا.

فالتهديد الذي يمثله إقصاء رفاق محرز بالنسبة لنظام العسكر، هو تهديد لاستقرار البلاد، لأن الحراك ربما توقف ولكن لم ينتهي بعد، وبمنطق كرة القدم، فأحسن طريقة للدفاع، هي الهجوم، بادر قائد فريق العسكر للهجوم على أعضاء الاتحادية الجزائرية، ومعهم جمال بلماضي، ولا يقبل منهم غير الإنتصار والتأهل. ليبلغ به الأمر إلى حد وعيدهم بالعقاب، والعقاب في لغة العسكر يعني ما يعني. لكن بلماضي حسب ذات المصادر رفض الرد على مكالمة العقيد، مما جعل الجنرال شنقريحة يتوعد بالماضي بالعقاب الشديد في حالة عدم فوز المنتخب والذهاب بعيدا في كاس إفريقيا، مما جعل كتيبة بلماضي تعيش ضغطا كبيرا لدرجة أن الحصة التدريبة ليوم الاثنين دامت لأزيد من خمس ساعات في ظروف مناخية صعبة مما يعيد للذاكرة ما فعله الديكتاتور الأرجنتيني خورخي فيديلا سنة 1978 مع المنتخب الأرجنتيني حيث تدرب الفريق لمدة 10 ساعات إرضاء لغرور هذا الديكتاتور ولكي يظهر له طاقم المنتخب أن اللاعبين مستعدين بدنيا من أجل الفوز بكاس العالم.

توفي الديكتاتور خورخي فيديلا داخل زنزانة التي كان يمضي فيها عقوبة السجن المؤبد عن الجرائم التي ارتكبها نظامه العسكري الاستبدادي في حق الأرجنتين، أما النهاية السياسية لشنقريحة الذي “تبول” على الكرة الجزائرية من تحت حفاظاته المزكمة للأنوف أصبحت غير بعيدة في حالة الإقصاء المبكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock