كرونيك

نعم، نحن في مأزق

نعم، نحن في مأزق.

ما بدأ درسا حول حرية التعبير داخل قاعة للدرس، ثم تحول لجريمة نكراء، قبل أن يصبح ذريعة للمس بهوية المسلمين بمباركة من الدولة الفرنسية، في طريقه لكشف  مأزق حرية التعبير عندنا وتناقضات المواقف والتصريحات وتربص البعض المشبوه لكسب مزيد من الأتباع و المريدين.

لا أعرف ما العلاقة بين السياسة والسياسيين من جهة، وقبح اأ جمال أزواجهم، من جهة ثانية.

لا أعرف ما العلاقة بين إيمان شخص وما ينشره على صفحات التواصل الاجتماعي.

لا أعرف ما العلاقة بين الحروب الصليبية، صحيح البخاري، ونعيق كشك و”الإخوان” وأمثالهم ونداء مقاطعة منتجات معمل جبنة يشغل مئات المغاربة، ويضمن لهم وعائلاتهم  قوتهم اليومي ومبلغ كراء البيوت التي تأويهم.

اختلف جوهريا مع طروحات اليمين الفرنسي حول مسألة الهوية الفرنسية، وكيفية محاربة الإرهاب واجتثاث أوكار المحرضين على الحقد. ولكن أترك أمر اختيار الطرح الصائب للمواطن الفرنسي، حصريا. وأحتفظ بحق مكفول في التعبير عن مجمل أرائي دون تجريح أو شوفينية عوجاء.

اتفق كليا مع نداء عقلاء العالم بوضع خط فاصل وواضح بين حرية التعبير وازدراء الأديان والمعتقدات. وأدين، بلا تحفظ أو “لكن” و “مع ذلك..”، كل الأعمال البربرية والوحشية التي أقدم على ارتكابها مخبولون تحت ذريعة الدفاع عن الدين ورموزه.

ما يصعب علي فهمه هو أن يتحول النقاش اإى مهرجان للسب والشتم والقذف والتنكيل.

أننا في مأزق اخلاقي حقيقي.

فشلت المدرسة والجامعة والإعلام أمام خطاب التطرف والكراهية الذي تسلل إلى المجتمع وجعلنا أمام خيارين فقط: المسلمون الورعون والمعصومون من الخطأ ، في مقابل جوقة الكفار الفاسقين و لمتربصين بالدين في كل ما يقومون به، الغارقين في الحرام والخطايا.

اختفى درس التسامح واحترام الجار واحترام الأخ، ليحل معه عنف لفظي فاضت به قنوات كثيرة وأغرق كل فرصة للتفكير والحوار.

غير مقبول أن نهاجم الحياة الشخصية والعائلية لسياسي أجنبي، لأننا نختلف معه حول قرارات اتخذها في بلده، وتخص مواطنيه بالدرجة الأولى.

نحن في مازق يخص قيم التربية ومحددات الهوية الوطنية.

من يطالب برفع الآذان في باريس ولندن،عليه أن يسمح بقرع الأجراس في الرباط، وفي تونس، وفي الدوحة.

من يرتاح لحكم الشريعة عوض القانون المدني، فيتوجه بطلب هجرة لبلد يمنحه الراحة المنشودة مثل أفغانستان. وإن أخطأ وانتهى به الأمر في بلد غربي علماني، فليتحمل مسؤولية اختياره وليحترم قانون البلد المضيف.

الحملة المقيتة على الحياة الخاصة لأشخاص بعينهم تسيء ألف مرة أكثر من أي منشور أو رسم في جريدة مغمورة، إلى الإسلام والمسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock