كرونيك

أنصار العدالة والتنمية التركي بيننا

تنقل وسائل إعلام بشكل متواصل إقدام الصين على هدم المساجد والكنائس معا.

يسعى البلد الشيوعي المنفتح على الاقتصاد الرأسمالي إلى طمس الهوية الدينية لمنتسبي الديانتين الاسلامية والمسيحية .

لم يجد وسيلة أفضل من الجرافات والمعاول.

بشكل مضحك، يشبه ما يقوم به الصينيون محاولة منع أحدهم من الغناء عبر تكسير الميكرفون.

ببساطة، يستطيع المسلم وغيره ممارسة طقوس العبادة في أي مكان طاهر تحت الشمس.

حرب المواقع الدينية بدأت قديما.

اجتمعت أوربا الصليبية بفرسانها وسيوفها وبغالها وحميرها.. وتوجهت شرقا نحو فلسطين. هدمت وأحرقت ونهبت ثم غادرت كما جاءت.

لم ينقرض المصلون وأعيد بناء المساجد مرات ومرات.

الحروب الدينية هي حروب جبانة.

سنة 1009 ميلادية، أمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بهدم الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية وتدنيس المخطوطات وغيرها من القطع الأثرية والمباني الدينية المسيحية واليهودية في مدينة القدس ونواحيها. شمل الهدم كنيسة القيامة، أقدس المواقع المسيحية على الإطلاق.

رحل “الخليفة المجنون” إلى مزبلة التاريخ، أما كنيسة القيامة فلا زالت قائمة تتحدى المتطرفين اليهود الحالمين أيضا بتدمير أي شيء آخر غير معابدهم.

ما يقع في تركيا شأن داخلي. يمكن لأردوغان أن يكمل حربه الصغيرة بتحويل آلاف الملاهي الليلية المنتشرة كالفطر في المدن التركية، إلى مساجد كذلك.

تحركت كتيبة عشاق العثمانيين الجدد داخل المغرب، لتبرير قرار تحويل كنيسة إلى مسجد. بين مهلل لفتح كبير ومهاجم لمن استغرب إقدام بلد علماني على الميل، كل الميل، نحو ديانة دون أخرى.

صوفيا هي الحكمة. وقد تكون الحكمة بالذات ما ينقص من يقدمون في خطوة متهورة على إغضاب مسيحيي العالم وملايين المدافعين عن التسامح بين الديانات.

الله في قلوب الناس. أما المباني فهي رمزية لا غير.

أما أنصار العدالة والتنمية التركي بيننا، فلا حاجة لهم بتحويل حتى بيضة دجاجة إلى عجة، يكفيهم أن يكنسوا وينظفوا فناء بيتهم الداخلي الملطخ بالفضائح، حتى يعود صالحا للصلاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock