كرونيك

الدعاء للحكومة أن تستمر قرنا آخر…!

أول ما خطر في بالي صباح العام الجديد، ما جادت به حكمة السيد العثماني عن أزرار الكهرباء وصنابير المياه.

توجهت نحو الزر، و نقرة خفيفة انارت الغرفة.

إنها معجزة وإنجاز تحدى الزمن من حكومة الإسلاميين: صنبور الماء يعمل أيضا.

شيء لا يصدق.

رغم الأزمة العالمية، والوباء، ورغم الريح والمطر، صدق رئيس الوزراء القول: فهذه نعمة تستدعي منا السكوت عن كل ما سواها، بل والدعاء للحكومة أن تستمر قرنا آخر.

أما حزب العثماني، فقد جمع ما يكفي من المال لتوفير الكهرباء والماء والتكييف لمقر فاخر في أرقى وأغلى حي بالعاصمة الرباط، حسب موقع حزب “المصباح”، تبلغ مساحة البقعة الأرضية التي سيُشيد عليها المقر حوالي 2429 مترا مربعا، أما المساحة الإجمالية المغطاة فستصل إلى 8178 مترا مربعا؛ وذلك بتكلفة تناهز 38.5 ملايين درهم، أي 3 مليارات و850 مليون سنتيم، باحتساب أزرار الكهرباء وصنابير المياه .

سيستغرق بناء المقر الجديد لحزب العدالة والتنمية حوالي 30 شهراً.

على مدى سنوات من تتبع حياة الأحزاب بالمغرب تكونت لدي قناعة تشبه النظرية.

كلما كان المقر فخما ومدهشا، كلما صار الحزب عكس مبادئ التأسيس، وفقد من بريقه الأول.

كان المقر الصغير لحزب الوردة قبالة مطعم شاطوبريان بحي أكدال يحمل من الهيبة والشموخ الشيء الكثير.

ولو نطقت أسوار البناية، فلا شك أنها ستبوح بالكثير من المواقف النادرة والحقيقية لرجال من طينة لم تعد تطأ أقدامها مقرا آخر يتربع مزهوا بواجهته الزجاجية وأعمدته الفخمة في حي الرياض.

قصة صعود الحزب نحو الهاوية يعرفها الجميع، لا داعي لتقليب المواجع.

بعد ثلاثين شهرا، سيقف أمين عام حزب العدالة والتنمية ليقطع شريطا ملونا يفتتح المقر الجديد، المجاور بالصدفة لمقر حزب لشكر والمالكي.

حينها، لا ندري أين سيكون موقع الحزب.

ربما سترجعه أصوات الناخبين إلى كراسي المعارضة.

سيعارض كل ما يتحرك.

فالمعارضة حرفة قديمة يتفنن فيها من يطمح في مكاتب الوزراء الفسيحة والمكيفة.

سيقول لنا أن التعليم فاشل، وأن الصحة غائبة، وأن الماء مالح والهواء ملوث.

وقد يقحم، مرة أخرى، عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص في حكايات غرغرة أو قرقرة أكسبته أتباع ومداويخ بلا عدد، وأكسبت كبيره تقاعدا ناعما ودائما.

في المعارضة، سيقول لنا كلمات ليس كالكلمات.

أما اليوم، والعام في بدايته، فلا شيء يضيفه الحزب لتحقيق مطالب فئات عريضة من المواطنين، غير ما أفحمنا به أمينه العام يوما ما:

حل الروبيني، ينزل الماء… والزغاريد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock