وجهة نظر

السودان: لماذا يتمسك حميدتي بالاتفاق الاطاري؟

حميدتي يعلم تماما انه في عودة  الانقاذ او اي نظام اسلامي موالي للانقاذ او قد يتحالفوا معه، فانه قد يعود به الي مربعه الاول من تجريد صلاحياته وامتيازاته التي هو عليها الان

الضو احمد: كاتب من السودان

من المعروف في كل دساتير العالم ان الجيش الوطني لاي دولة يكون تحت امرة وتصرف الحكومة المنتخبة حيث انه يعمل علي حفظ وأمن استقرار البلد وحماية مصالحها

لكن غالبا ما تلجأ بعض الحكومات الي تكوين قوات موازية او خاصة تعمل تحت امرتها لان الجيش احيانا لا ينفذ بعض الاجندة الخاصة بهذه الحكومة وهذا ما فعلته حكومة الانقاذ في القيام بتكوين قوات الدعم السريع من اجل الحفاظ علي مصالحها ومجابهة خصومها من المعارضين المسلحين وضمان بقائها اطول فترة ممكنة في الحكم وهذه القوات الخاصة مهما كانت لها من امكانيات وموارد فلن تكون ابدا بديلا للجيش او حتي انها اذا دخلت في اي صراع مسلح معه فلن تهزمه.

خلال 2019، كان حميدتي من ضمن الفاعلين الرئيسين في عزل البشير وسقوط نظامه وهذا ما صرح به في احايين كثيرة وبعد سقوط البشير وهشاشة الوضع السياسي والامني في ظل الفترة الانتقالية، كانت الفرصة مواتية لحميدتي لتمكين نفسه سياسيا واقتصاديا وعسكريا حتي اصبح فاعلا رئيسيا في المشهد السوداني من ذي قبل حيث انه كان يستخدم كأداة تحرك يمينا وشمالا في يد الانقاذ.

لماذا يتمسك حميدتي بالاتفاق الاطاري؟

كما اسلفت الذكر، انه فاعل رئيسي في سقوط البشير فبكل تأكيد اصبح العدو الاول لحزب المؤتمر الوطني لانه في نظرهم هم من صنعوه وغدر بهم وهذا ما ظهر جليا في تصريحات بعض قادة النظام في تعريض بالدمج السريع فهذا الغبن السياسي بداخلهم اذا اتتهم الفرصة بكل تأكيد فلن يسلم منهم او يرحموه وقد يصل الامر به الى حد لم يحمد عقباه.

حميدتي يعلم تماما انه في عودة  الانقاذ او اي نظام اسلامي موالي للانقاذ او قد يتحالفوا معه، فانه قد يعود به الي مربعه الاول من تجريد صلاحياته وامتيازاته التي هو عليها الان.

يتمسك بالاطاري لان تحالفه مع قحت قد وجد ضالته فيها منذ اعتصام القيادة حيث كانت تناديه بحميدتي الضكران فهي تضمن له امتيازاته التي حصل عليها خلال الفترة الماضية بل تشبثه اكثر بالسلطة التي قد توصله مستقبلا الي سدة الحكم في اي انتخابات قادمة.

يتمسك بالاطاري لان قحت تدعمه في رؤيته التي يريد ان يدمج فيها قواته مع الجيش وفق ما يريد بعد عشر سنوات او عشرون او قد لايدمجها اصلا .

ما هي السيناريوهات المحتملة اذا لم يتم دمج الدعم السريع في الجيش؟

اذا نجح الاتفاق الاطاري او فشل هنالك سيناريوهات محتملة قد تحدث في حال لم يتم دمج الدعم السريع

عندما تأتي حكومة منتخبة بعد الفترة الانتقالية فلن تترك الدعم السريع بهذه الكيفية التي هو عليها الان .

اذا عاد الاسلاميون الي السلطة فلن يرحموا حميدتي ويكون مصيره النهاية كغيره من السابقين .

اذا عاد الاسلامين قد تحدث مساواة بينه والاسلامين ففي السياسة كل الاحتمالات واردة .

اذا لم يتم دمج الدعم السريع في الجيش او اصر حميدتي علي عدم دمج قواته وراوغ بذلك قد يتخذ الجيش رأيا اخر يفقد فيه حميدتي كل ما يملكه وهذا سيناريو متوقع لان هناك الكثير من الضباط لايعجبهم ما يفعله حميدتي .

تقدير_موقف

علي حميدتي ان يدمج قواته في الجيش علي اية حال بغض النظر عن الضمانات والمكتسبات التي يخرج بها لان هذه القوات مهما طال الزمان فلن تكون مستقلة بنفسها علي هذا الحال الذي هي عليه الان

بالرغم من ان الدمج قد يجرد منه الكثير من المصالح لكنه قد يضمن له الكثير وهذا الاخير انفع له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock