وجهة نظر

القول الفصل عند أفريقيا

قمة الايقاد والدور الواجب المتأخر

مني أركو مناوي

من خلال متابعتنا للدور الأفريقي في الاحداث التي تعانيها، يغيب دائما في بدايات ماراثون، ليظهر ظهور الكبار في نهايات الأمر ويأتي بحلول ربما لا ترضي الجميع ولكنها هي ايام حسوم.

في ازمة دارفور، عندما قامت افريقيا وقالت كلمتها تحالفت معها أمريكا والاتحاد الأوروبي وقفوا جنبا الي جنب ليدفعوا حكومة السودان والحكومات التي تحالفت معها في قتل ابناء دارفور لتكون نجامينا عاصمة تشاد صاحبة الحظ في استضافة المفاوضات حتى توصلنا الي اتفاق لوقف إطلاق النار والقضايا الانسانية في ابريل 2004 وكانت هذه الاتفاقية بداية للوقوف مع الازمة حتى انهت المفاوضات في أبوجا 2006.

اتفاق جامينا كان بمثابة طريق لدخول قوات أفريقية (امس) amis ودخول منظمات اغاثية لإنقاذ حيوات الملايين من الذين شردتهم حكومتهم آنذاك بمختلف الياتها العسكرية والميليشية وحرمانهم من ممارسة حقوقهم الحياتية.

كما شاهدنا دور افريقيا الذي حسم عزلة ليبيا بعد ان قالت لا في قاعة واجادوجو بمدينة سرت ومنها بدأ ميلاد الاتحاد الافريقي في 1993، الذي تنعم به افريقيا اليوم ولو اختلف معنا كثيرون على كلمة ((تنعم)) مع احترامي لمواقفهم الا ان مجرد بقاء رمزية الاتحاد على انقاض منظمة الوحدة الافريقية التي كانت انشط بكثير في قضايا القارة مما هو حال الإتحاد الذي فيه الان لذلك فرمزيته مهمة حتي ولو لم يفعل ما هو المطلوب.

ان مشكلة ليبيا وعزلتها لاستمرت لولا بروز دور افريقيا ليحسم ما كان يفتون به الناس في عزلة ليبيا بحكم بعض ممارسات القائد الليبي السابق القذافي.

والاحداث والشواهد كثر تدلل على ان الاتحاد لا يتفاعل الا في بعد التفاعلات التي لا تحسم الأحوال.

في يوم الغد السبت نحن موعودين بقمة افريقية لدول الايقاد، القمة التي اقر لها قادة المنطقة من أجل:

اولا مناقشة كيفية تسريع ودفع منبر جدة من اجل بلوغه للمطلوب في حده الادني وهو وقف إطلاق النار الدائم او طويل الامد، ومن ثم بحث سبل تبني ملف السلام السياسي للسودان عبر الجوار الافريقي السوداني، هذا لا يعني ابعاد السعودية بما انها دولة جارة وسيكون لها دورها الطبيعي.

هذا الامر لقد جاء متأخر بعدما قارب الثمانية أشهر من الموت وسيول الدماء في السودان والمشردين والنازحين واللاجئين والمفقودين، والامر في السودان يفوق الحرب الاهلية الي حد تكاثرت الظنون في بقاء وحدة البلاد عطفا علي سيادتها تُباع وتشترى نهارا. هنالك اسئلة تلوح في ذهن كل مشاهد اولها اين دور الاتحاد الأفريقي؟؟؟.

اتمني في هذا الدور يكون دورا حاسما لحسم مشكلة عسكرية امنية اولا ومن ثم حسم الخلل البنيوي السوداني بوضع دستور دائم الذي يعبر عن كل القضايا المتراكمة عبر حوار وطني سوداني جامع لا يستثني أحدا الا بحرمان قانوني ولا يهيمن عليه احد الا من ينتخبه الشعب.

هذه الصيغة المفقودة هي من اوصلتنا هنا. ليس فتي من يقول كان ابي انما الفتي من يقول ها أنذا.

وأخير كما تقول الفرنجة (أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock