مغاربة العالم

 المهاجرون المغاربة على رأس خمس مهن بفرنسا وحوالي نصف المشتغلين بالمجال الرقمي بباريز أجانب

كشف تقرير حديث لوزارة التشغيل والإدماج الفرنسية، أن العمال من المهاجرين المغاربة المزدادين بالمغرب يشكلون الجالية الأجنبية الأولى في فرنسا من حيث عدد العمال في خمس مهن الأكثر تشغيلا الأجانب، رغم أن أنشطتهم المهنية تقتصر على بعض المهن نتيجة عوامل التمييز والقوانين التي تحد من حصولهم على نفس حظوظ المهاجرين الأوروبيين.

ويأتي هؤلاء المهاجرون على رأس قائمة الجنسيات الأخرى من حيث عدد العمال والموظفين بفرنسا في خمس مهن الأكثر تشغيلا للأجانب، إذ سجل التقرير أن عدد هؤلاء يتعدى 316 ألف شخص مناصفة مع البرتغاليين الذين تسمح لهم قوانين فرنسا ممارسة كل المهن بفضل انتمائهم للاتحاد الأوروبي.

ويتوزع هذا العدد على مهنة الاشتغال بالبيوت لدى الخواص بنسبة 2,8٪، بينما يمثل العمال غير المؤهلين المشتغلين بقطاع البناء نسبة 2,6٪، أما مهنة الحراسة والأمن فتبلغ نسبة المغاربة المزدادين بالمغرب 2,5٪، وهي نفس النسبة كذلك في قطاع النظافة والصيانة وأيضا بالنسبة للعمال المؤهلين في قطاع البناء والخرسانة.

ويشكل المغاربة نسبة 12٪ من مجموع العمال الأجانب المزدادين بالبلد الأصلي مناصفة مع البرتغال، وبخصوص دول المغرب العربي، تأتي الجزائر في الصف الثاني بنسبة 11٪ وتونس بنسبة 4٪.

ويبين التقرير أنه من بين كل عشرة عمال فرنسيين يوجد عامل مهاجر، يشتغلون في 87 صنفا مهنيا من بين 35 مهنة. وغالبا ما تشوب هذه المهن قيود وتوترات في سوق العمل. ويختلف التخصص المهني للمهاجرين تبعا لوضعهم الاجتماعي والديموغرافي، ولا سيما بلد الميلاد ومستواهم التعليمي.

ويلاحظ التقرير أن العمال المزدادين بالبرتغال ممثلون تمثيلا ملحوظا بين عمال المنازل وعمال البناء. بينما المهاجرين المنحدرين من دول المغرب العربي، فهم الأكثر عددا من بين باقي الجنسيات في مهن الحراسة والأمن، أما فئة للشباب منهم فيختصون في هندسة الاعلاميات. وبالنسبة للمهاجرين المزدادين بدول إفريقيا جنوب الصحراء، فهم أكثر حضورا في مهن الحراسة والأمن، وكعمال في الرعاية والصيانة. في حين أن المهاجرين القادمين من آسيا فهم متخصصون في مهن الطبخ والمنسوجات، وأيضا في المهن التي تتطلب مهارات عالية.

وذكر التقرير، أنه في سنة 2017 أحصت السلطات الفرنسية 2,7 مليون عامل مهاجر سواء كانوا من المقيمين بالبلد أو المقيمين الأجانب المولودين في الخارج، ويمثل هؤلاء عشر عمال فرنسا.

ظروف مهنية أكثر تقييدا وتوترا

ويكشف التقرير أنه في سنة 2017، بلغت نسبة توظيف المهاجرين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عاما 64 عاما بلغت 56.1٪ وهي نسبة أقل من العمال غير المهاجرين، ولا المهاجرون سوى 65.8٪ من بين جميع المهن الـ 87 من الأصناف المهنية إلا أن 35 صنفا منها يعرف حصة عمالة أكبر من متوسط لهؤلاء بنسبة ​​10.2٪. وتمثل هذه المهن 57.5٪ من جميع الوظائف التي يشغلها المهاجرون مقابل 38.4٪ من إجمالي العمالة.

ويمثل المهاجرون في هذه المهن الـ 35 بشكل زائد، أما ظروف عملهم تتميز بشكل عام بظروف عمل أفضل، وإن كانت تشوبها ارتباطات وقيود مادية، كالعمل المتكرر وامتداد فترات العمل خلال أيام العطل أو خارج ساعات العمل المعتادة أو مكان العمل المعتاد.

ويعاني المهاجرون في ستة مهن، منهم سائقي السيارات، الطباخين، الميكانيكيون، عمال البناء، الكهربائيون، والإلكترونيون، ظروف عمل أكثر تقييدا وفي نفس الوقت توترات أعلى من المتوسط ​​في سوق العمل. ومع ذلك، يبدو أنه رغم هذه العوامل وتأثيرها على تشغيل المهاجرين، فإنه يتم استيعاب الأطباء و (الصيادلة وأطباء الأسنان والأطباء البيطريين)، وغالبا ما يقتصر العمال المهاجرون على وظائف غير مستقرة في المستشفيات العمومية.

نصف وظائف المهاجرين في خدمات للأفراد والبلديات أو البناء

وتمثل 13 فئة مهنية ما يقارب من نصف الوظائف التي يكون فيها المهاجرون ممثلين بشكل مفرط، منها قطاع الخدمات الشخصية من ناحية والبناء والأشغال العمومية. ومن بين هذه المهن، أربع عائلات مهنية تضم ربع المهاجرين على الأقل ممثلة في عمال البيوت بنسبة 39٪، وفي الحراسة والأمن بنسبة 28٪، ومن العمال غير المؤهلين في البناء والخرسانة والبناء بنسبة 27٪،وفي والعمالة المهرة في أعمال البناء بنسبة 25٪.

وبالنسبة لمهن النقل والخدمات اللوجستية فهي تمثل ما يقرب من ربع الوظائف حيث يوجد المهاجرون بشكل ملحوظ، ممثلة تمثيلا ملحوظا بفضل تأهيل هذه المهن، ونتيجة لذلك يمثل المهاجرون نصف الوظائف في هذه المهن حيث يتم تمثيل المهاجرين بشكل مميز، إذ أن حوالي ثلاثة من كل عشرة عمال يشتغلون في منصب موظف أو عامل.

22٪ من الوظائف في جهة باريز

وخلص التقرير إلى أنه غالبا ما يشتغل المهاجر بوظيفة ما عندما تكون ظروف عمل هذه الأخيرة شاقة. ويتركز هؤلاء المهاجرين أكثر بجنوب وشرق الضاحية الباريزية، ويمثل المهاجرون بالتالي نسبة 22 ٪ من جميع الوظائف في الجهة، و10٪ من الوظائف في جهة “كوت دازير”، مقارنة بـ 4٪ في “بروتان” أو في “بيي دولوار”. وهو ما بشرح التمثيل المفرط للمهاجرين في البعض الوظائف، على سبيل المثال في المجال الرقمي حيث توجد أربع وظائف للمهاجرين من أصل عشرة في جهة باريز.

في حين تتقلص حظوظهم للحصول على وظائف دائمة بنسبة (79٪ مقابل 84٪ من جميع العاملين). أما فيما يتعلق بالوضع الوظيفي، فغالبا ما يكون لديهم عقد عمل لفترة محدودة (15٪ مقابل 10٪).

وعلى العكس من ذلك لا يتحصلون على صفة موظف رسمي، بنسبة (6٪ مقابل 16٪) نظرا لعدم حصولهم على الجنسية الفرنسية أو جنسية إحدى دول الاتحاد الأوروبي.

وتحد الشروط الأساسية المتعلقة بالجنسية أيضا من توظيف المهاجرين في التمريض والقابلات (4.5٪): سواء في المستشفى أو في الممارسة بالقطاع الخاص، أين لا يعترف إلا بالديبلومات الفرنسية فقط. كما تخضع بعض المهن في القطاع الخاص لقيود تشريعية، ولا سيما الاعتراف بالشهادة. ومما يلفت الانتباه أن نسبة المهاجرين تكاد تنعدم في القطاع الفلاحي والصيد البحري إذ لا يمثلون سوى 4.2 ٪.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock