سياسية

تحليل إخباري… بن كيران يهرِّب حزب العدالة والتنمية ويستمر في خطاب المظلومية

وضعت استقالة القيادي بحزب العدالة والتنمية عبد القادر اعمارة حزب الإخوان أمام سؤال الوجود المستمر من عدمه.

عبدالكريم عماري عزالدين

خلفت تدوينة الوزير السابق، عبد القادر عمارة، ردود فعل متفاوتة لاسيما بعد تزامنها مع بيان الأمانة العامة للحزب الملتئم في اجتماع أمس الأحد.

يستمر بكاء حزب العدالة والتنمية على نكسته الانتخاببة الأخيرة، بتراجع شعبيه وفقدانه لقلاعه ومعهم أطره، بسبب تجربته الحكومية التي دامت ولايتين متتاليتين تميزتا بإجهاز مسترسل على مكتسبات الشعب المغربي، كمامست قدرته الشرائية ورمت بالطبقة المتوسطة إلى مستويات دنيا.

عبرت استقالة عبد القادر اعمارة بشكل واضح عن مصير الحزب حيث كتب متألما: “بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية فإني أعلن استقالتي من الحزب وكل هيئاته منذ هذه اللحظة”، وهو نفس الألم الذي عبر عنه القيادي الوزير السابق عزيز رباح وعبر عنه تخلف واختفاء العديد من الوجوه التي اعتبرت عودة بنكيران لقيادة الحزب بعد النكسة بداية موت وانهيار.

رهنت عودة عبد الإلاه بنكيران إلى قيادة حزب العدالة والتنمية مشروع حزب كان بإمكانه أن يعيد النظر في برنامجه ويتحسس أخطاءه ويقدم نقدا ذاتيا عوض الاختباء وراء المظلومية و تعليق شماعة فشله على الآخرين.

استغل بيان الأمانة العامة للمصباح ظرفية الزلزال ليُقَطِّر الشمع على منافسيه، وبلغة لا تخلو من خطاب ديني، تساءل البيان: “السؤال المطروح، ليس فقط عن المخالفات الفردية، وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي”.

تحدث البيان عما أسماها ب “المعاصي والذنوب السياسية”، وعاد للانتخابات الأخيرة وكأن حال سبيله يقول إن نتائج الانتخابات الأخيرة التي قسمت ظهر بنكيران تدخل في دائرة المعاصي والذنوب !!.
ليست المرة الأولى التي يستغل فيها حزب العدالة والتنمية ظرفا أو مناسبة لتصفية حساباته السياسية مع الفرقاء السياسيين.

هكذا عاد بيان أمس الأحد إلى فتح موضوع صندوق التنمية القروية حيث جاء في بيان الأمانة العامة أن: “صندوق تنمية المناطق القروية والجبلية والذي رصدت له ميزانية كبيرة تفوق 54 مليار درهم وعن أثرها على واقع ساكنة هذه المناطق وبنيتها التحتية ومعيشها اليومي مستحضرا بأسف ما وقع من نزاع بين وزيري الداخلية والفلاحة سنة 2016، حول الإشراف على هذا الصندوق ومتساءلا عن الانجازات الحقيقية لهذا الصندوق”.

والحال أن البرنامج الحكومي لولايتي حزب العدالة والتنمية لم يخصصا أية استثمارية عمومية لمثل هذه المناطق و لم يكلف نفسه عناء البحث عن تمويلات فالأطلس الكبير ومشاكله ومعاناته موجودة من قبل، اللهم إذا كان حزب بنكيران يعتبر هذه المناطق خارج نفوذه ما دام انه يصنفها خارج احتياطه الانتخابي، والدليل الفقرة التي جاءت بنفس البيان والتي تقول: “هذه المناطق وغيرها بطريقة ديمقراطية وهيكلية وناجعة وتمكينها من حقها في التنمية، وتحريرها من بعض العقليات التي تتعامل مع العالم القروي كاحتياط انتخابي لمحاصرة الأحزاب والهيئات الجادة والمستقلة.”

اختباء حزب العدالة والتنمية وراء خطاب المظلومية لن يزيد إلا من اتساع رقعة المغادرين، ولن يصمد أمام ذكاء المغاربة وفطنتهم وهم الذين اكتووا بجنهم قرارات لاشعبية ولا ديمقراطية كانت وبالا على شعار الحزب من “أجل مواجهة الفساد والاستبداد”.

ما الذي قدمه المصباح للمغاربة على مدار ولايتين ليعود لهم اليوم بيان الأمانة العامة بخطاب ماضوي وبلغة تبكي الغير ؟.
إن بقاء حزب العدالة والتنمية واستمراره يقتضي أولا وأخيرا رمي نظارات ما قبل ما سمي بالربيع العربي، و أن يمتطي قطار التجديد في البرنامج والخطاب ويمتلك جرأة النقد البناء و يحترم ذكاء المغاربة و الفرقاء ولا يحاول استغلال مناسبات لتمرير خطابات مردود عليها ولن يسعفه الاختباء وراء منجزات جلالة الملك.

كلنا شهود على محاولات حزب الإخوان التسلل إلى مواقع السلطة بوضع موالين للإخوان داخل مؤسسات عمومية وشبه عمومية وضرب مكتسب الوظيفة العمومية وفتحها فقط في وجه الأبناء والأقرباء و أعضاء الحزب.

حرر بنكيران سوق المحروقات ولم يفعل شرط المنافسة أو التسقيف والنتيحة حرب معلنة على جيوب المواطنين، وهلم جرا من القرارات .

بقي فقط أن يعلم بنكيران أن تدخل جلالة الملك إبان و بعد زلزال الحوز جزء من مسؤوليته التي يضمنها ويكفلها له الدستور ولا داعي لإرسال رسائل لمن يهمه الأمر.

إن نجاح الأحزاب الوطنية في ضمان وجودها الذي يراوح أماكن النجاح وأحيانا النكوص هو تجديد الخطاب والتخلص من الماضي وإعادة إنتاج افكار وبرامج تتماشى وكل ظرفية.

فهل نقول ان بنكيران قام بتهريب حزب العدالة والتنمية لممارسة التضليل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock