جماهير الريال تستفز وتهين مباني والتسونامي الأحمر “يقصف” باريز والخليفي

قاطرة الميترو مكتظة، بالكاد ينزل منها بعض الركاب، في محطات بعد “بلاص كلشي” الشهيرة، كل الركاب تقريبا هم إنجليز، غالبيتهم مخمورين ووجهتهم واحدة، “سطاد دوفرونس” بمدينة “بسان دوني”، فالحدث عظيم، سيختزله صدام نهائي دوري الأبطال بين ليفربول وريال مدريد.

داخل القطار، يمتزج صراخ المشجعين الإنجليز بأهازيجهم وشعاراتهم التي لم أفهم جل كلماتها. “اليوم ليفربول هي إنجلترا، أتمنى التوفيق لمواطن بلدي ساديو ماني السفير السنغالي من كل قلبي مع أسد تيرانجا” يجهر لي أحد مشجعي ليفيربول القاطن بباريز، وقال لي قبل أن يواصل الإحتفال مع زملائه، بنبرة افتخار، “الملايين من السنغاليين مع ليفربول من صميم قلوبهم”.

تشهد العاصمة الفرنسية اضطرابات كبيرة في حركة المرور منذ البارحة، والسبب هو وصول أنصار إنجليز وإسبان لحضور مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا. أغلقت طرقات في باريز كما في سان دوني، لتسهيل وصول عشرات الآلاف من المشجعين الإنجليز والإسبان.

“وصل التسونامي الأحمر” في إشارة لمشجعي ليفربول، كما سماهم أحد التجار المغاربة بالقرب من ملعب المباراة. هنا في هذه المدينة المتوترة، كما في باريز، يتواجد منذ البارحة حوالي 60 ألف من مشجعي ليفربول في رحلة قادتهم إلى مصير النهائي، في حين لا يملك سوى 20 ألفا منهم تذاكر المباراة.

في “كور دو فانسين”، تحاصر أمواج بشرية بالقمصان الحمراء جنوب شرق العاصمة، هنا أيضا توتر من نوع ٱخر، يتصاعد دخان أحمر في السماء، تشعل النيران، ويردد الإنجليز في تناغم، أغنية “فيرجيل فان ديك”و”آندي روبرتسون”، ترفرف عشرات اللافتات في سماء باريز، على إيقاع رقص وقفزات وفرحة جنونية.

الليلة، يأمل مشجعو ليفربول رفع كأس دوري أبطال أوروبا للمرة السابعة بعد فوزهم الأخير في الدوري على مدريد في سنة 2019. وقال أحد المشجعين إن الحالة المزاجية “مكهرية”، بينما قال آخر إن فريق الريدز “سيطروا”. شيئ واحد لا يختلف فيه الإنجليز هو شرب الجعة.

طقوس التشجيع الانجليزي، فريدة، هي تشجيع قبل وخلال وبعد نهاية المباراة، الإنجليز، بارعون كذلك في النقد المستفز والهادئ، لافتة واحدة، علقت في قلب باريز يوم أمس، كانت كافية لإزعاج أكثر البارزيين هدوءا، لافتة لانتقاد الباري سان جرمان، منافسهم القوي في شراء أغلى اللاعبين، يقول محتواها: “هناك أشياء لا يمكن للبترول شراؤها”.

حتى بعض مشجعي ريال مدريد الذين حلوا بباريس، وجهوا بدورهم رسائل مستفزة لنجم الباري سان جرمان، كيليان مبابي وهم ينتظرون انطلاق نهائي دوري أبطال أوروبا. وكانت الرسائل كالتالي: “مبابي صفر دوري أبطال أوروبا”،”مبابي سوف تندم”، كما شوهد أحد هؤلاء بساحة “تروكاديرو” وهو يرتدي قميصا رسم على ظهره الأصبع الوسطى وفوقها عبارة مبابي.

لم يستوعب مشجعو ريال مدريد تمديد كيليان مبابي لباري سان جرمان. ففي منطقة المشجعين التي أقيمت في سان دوني، بالقرب من سطاد دوفرونس، رفع العشرات من مشجعي ريال مدريد شعارات، كانت مهينة لكيليان مبابي.