مدارات

دراسة ترصد مركزية الإعلام والاتصال لدى التنظيمات الارهابية

كشفت دراسة نشرت مؤخرا في ألمانيا أن الاعلام والاتصال شكلا أحد مظاهر القوة لدى التنظيمات الجهادية خاصة “القاعدة” و “تنظيم الدولة” خلال فترة ما قبل التحالف الدولي ضدهما، حيث أدركت هذه التنظيمات أهمية هذين العنصرين في الترويج العابر للحدود لإيديولوجيتها بهدف استقطاب عناصر جديدة، وفاعليتها في التأثير والتواصل من جهة، وفي الترهيب والتخويف من جهة ثانية.

أضواء ميديا

كشفت الدراسة التي نشرت في مجلة “اتجاهات سياسية” التي يصدرها المركز الديمقراطي العربي بألمانيا، أن الاعلام والاتصال شكلا أحد مظاهر القوة لدى التنظيمات الجهادية خاصة “القاعدة” و “تنظيم الدولة” خلال فترة ما قبل التحالف الدولي ضدهما، حيث أدركت هذه التنظيمات أهمية هذين العنصرين (الاعلام والاتصال) في الترويج العابر للحدود لإيديولوجيتها بهدف استقطاب عناصر جديدة، وفاعليتها في التأثير والتواصل من جهة، وفي الترهيب والتخويف من جهة ثانية.

وبحسب الدراسة التي أنجزها يوسف الهيشو الباحث في الدكتوراه من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ونشرها المركز؛ فإن التنظيمات الارهابية استغلت غياب آليات المراقبة الإعلامية والالكترونية وصعوبة رصد وتتبع تحركاتها الاعلامية خاصة عبر الفضاء السيبراني، فنجحت في استقطاب عدد كبير من الجهاديين المتعاطفين معها العرب والأجانب من مختلف بقاع العالم وخاصة المغاربة منهم، وعملت على تجنيدهم ببؤر التوتر خاصة العراق وسوريا حيث معقل تنظيمي القاعدة والدولة، واللتان تمكنوا من الوصول إليها إما عبر أوربا أو الحدود التركية.

وأبانت الدراسة أن التنظيمات الإرهابية جعلت من الاعلام والاتصال جهازا إيديولوجيا وسلاحا حربيا ينضاف إلى عتادها الحربي في ساحة الجهاد الميدانية، ويشرف عليه شبكة من التقنيين والفنيين المتخصصين في الاعلام التكنولوجي والدعاية من جنسيات مختلفة، أخذت على عاتقها مهمة ادعاء القوة في أقصى تمثلاتها لمواجهة (عالم بأكمله) يقف ضدها وضد مشروع “الخلافة”.

الباحث في الحركات الإرهابية والمتطرفة يوسف الهيشو
الباحث في الحركات الإرهابية والمتطرفة يوسف الهيشو

وأوضح الباحث يوسف الهيشو المتخصص في قضايا التطرف والإرهاب أن التنظيمات الارهابية خاصة تنظيم الدولة، عمل على إحداث عدد كبير من الصفحات الاعلامية الالكترونية حيث نجد أن معظمها تابع لمؤسسات رسمية، والباقي تابع لجهات مناصرة للتنظيم كانت مهمتها تنحصر في ترويج ونشر ما تنتجه المؤسسات الرسمية، وصل عددها ما بين منتصف سنة 2014 و 2015 إلى أكثر من 46 ألف حساب على تويتر، ينشرون من خلالها رسائلهم مباشرة على الهواتف الذكية لجمهورهم، وهو ما يدل على الحضور الاعلامي الحاشد للتنظيم وجهاته المناصرة وهيمنته على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام استراتيجيات متطورة تنتج مواد ومحتويات مصممة بشكل احترافي لتلائم جماهير مختلفة وبلغات متعددة بهدف الوصول إلى فئات عريضة من الناس، حيث أطلق تنظيم الدولة سنة 2015 اكثر من 120 حملة تستهدف الدول الغربية: 27٪ منها باللغة الإنجليزية، و 15٪ بالروسية، و 13٪ بالفرنسية، و 3٪ بالألمانية، بالاضافة إلى 845 حملة سمعية بصرية بين 2014 ومنتصف 2015، أي أكثر من حملة كل يوم لمدة عام ونصف.

وخلص الباحث إلى أن المادة الإعلامية التي أنتجتها التنظيمات الارهابية شكلت ولا زالت مصدر اهتمام كبير من طرف الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية ومراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية على الصعيد العالمي، واتخذت منها وسيلة لمعرفتها ومعرفة خطابها وتحليله وتتبع حركيتها ونشاطها، وساعدتها على مواجهتها والتصدي الاستباقي لعملياتها الإرهابية.

* رابط الدراسة للباحث يوسف الهيشو المنشورة على الموقع الالكتروني للمركز الديموقراطي العربي بألمانيا

التكنولوجيا والإعلام في خدمة البروباغاندا الإرهابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock