لا إكراه في الرأي

في نقض المنطق السياسي المباشر في بسط المشروع التنموي/الحضاري بالمغرب

  • في غموض الغاية/الهدفية:

إن استغلال المنطق السياسي المباشر في بسط المشروع التنموي/النهضوي بالمغرب، وتجذير أسسه ،كان سبب(ولايزال) في أكثر من التباس وغموض حول غاياته؟ خصوصا من لدن الحركات السلفية عموما، بل وأجج لدى هذه الأخيرة عدم الإقتناع التام بأي منطق(على عقلانيته وموضعيته) يفصل بين الديني والسياسي، وكل ذلك بحجة أن هذا الفصل يخدم تكتيك الحركات العلمانية، في تأمين فصل حقيقي بين الإنتماء الديني والهوية المجتمعية ذات البعد التاريخي/الحضاري، في أي مشروع نهضوي/تنموي في مجمل  القول. (=المشروع الشامل وليس غيره). والحال أن هذا شكل (من دون مبالغة) من وجهة أخرى، أحد أهم المعوقات في تكوين وتطوير الوعي الجمعي الضروري لأي نهوض تنموي. هذا الأخير الذي أتت الحركات السلفية الناهضة اليوم،كتعبير عن الخيبة (أي نعم ) في فشله بالرغم من تعدد التجارب السياسية التي خبرها المغرب وقامت على أساس من تحقيق هذا الأمل.

  • في ممكنات التجاوز:

وعليه، وفيما أضحى مفهومي “التجاوز” و”البديل” مرادفين(ولو بشكل غير مباشر) للتحديث سيكون لزاما(أو هكذا يبدو) على الحركات الديموقراطية/العلمانية الراغبة في النهوض(وهي   واهنة الآن )،أن تأخذ بعين الإعتبار، كل المرتكزات التي قام عليها مشروع الدعوة الدائم إلى صياغة المشروع النهضوي/التنموي المذكور.بل وعليها أيضا، أيضا أن تقيس العناصر الداعمة له، المتوفرة(من دون تهافت) ،على سبيل نهوض سياسي يرد الإعتبارلهذا التحدي(=الديموقراطية الشاملة بنيويا لا شكليا)،في حين تردف كل نشاط آخر موازي، فكري/ثقافي يهدف خلخلة البنيات الإجتماعية/الفكرية الخاملة، باعتماد العقلانية في التفكير والمعالجة، لتجاوز كل المعوقات التي يكمن أن تؤسس لوفاتها مبكرا……

  • في نقض المجتمع الشعبوي:

وإذن، وفي ذات السياق. ستبدو(إبان صياغة المشروع النهضوي/التنموي)،مهمة البحث عن هوية، من لدن القوى الديموقراطية الفعلية راهنيا، في أشد ارتباط مع تفعيل شعاري التنوير والنهضة إيجابيا على أرض الواقع ،والبحث (كما هو مفترض) في اجتراح إمكانات قيام المجتمع المدني  الفعال، عبر محاولة نقض أسس المجتمع الشعبوي.

إن هذه  الأخيرة (الشروط  والظروف)، بنيت، لامحالة، على مدى صيرورة تاريخية متكاملة، منذ الاستقلال السياسي، بموجب ما استلزمه الاستعمار من لجم للاختلافات الفكرية والثقافية لدى  الحركات الإستقلالية (وحلها تبوأ مقعد السلطة فيما بعد)……غير أن استحضار التفكير التاريخي (لا النوازعي)، في تقويم التجربة السياسية السابقة وتدبير الفعل السياسي (ومشتقاته: النقابي، الاجتماعي والثقافي) الآني. عبر تأسيس أنساق ديموقراطية فعالة (إن وجدت) بالمجتمع، من شانه أن يؤسس لأفق مستقبلي مفتوح، لاستنبات وعي جمعي مطابق، ومجتمع مدني فعال غير متهافت قادر على حماية الأنساق الديموقراطية المذكورة والمتوخاة، وتجذير الوعي الفعلي المتوخى أيضا. فضلا عن استجلاب مبررات وأسباب النهضة/التنمية في المقام الأخير.

+كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock