سياسية

“لعبة العريضة” عشية عيد العرش….

 وبعيدا عن شعار "لن نسلمكم أخانا" الذي يظهر أنه استنزف زمنه الآن، ها هو ذا البيجيدي يشرع في سلوك آخر؛ يتحرك بشكل آخر، هذه المرة: يتحرك خارج القواعد والهيئات الحزبية، يتحرك عن بعد.

أضواء ميديا

منذ أن تفاجأ حزب العدالة والتنمية إثر إدانة القيادي في الحزب عبد العالي حامي الدين و”الحقوقي” بتهمة المشاركة في قتل الطالب اليساري بنعيسى آيت الجيد أواسط تسعينيات القرن الماضي، كان الترقب حول الكيفية التي سيدبر بها الحزب هذه الأزمة العصيبة.

وبعيدا عن شعار “لن نسلمكم أخانا” الذي يظهر أنه استنزف زمنه الآن، ها هو ذا البيجيدي يشرع في سلوك آخر؛ يتحرك بشكل آخر، هذه المرة: يتحرك خارج القواعد والهيئات الحزبية، يتحرك عن بعد.

بدا اختيار الأسلوب هذه المرة، أكثر طرافة، وبعد الحكم على عبد العالي حامي الدين بالسجن 3 سنوات نافذة والغرامة من طرف غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في فاس، وبعد أكثر من عشرين جلسة..

مصدر عليم  كشف لـ “أضواء ميديا”، أن العريضة التي وقعها نشطاء (ومنهم وزراء سابقون !!!!) من طيف غير منسجم إلى درجة التناقض والتضارب، عدم علمه بحقيقة مضمون العريضة، بل إنه ذهب إلى أن أحد الموقعين عليها لم يتردد في البوح له بأنه وقَّع “وهو غير فاهم للموضوع أصلا.”

الغريب في عريضة “النشطاء” التي تهم قيادي حزبي مدان، أنه حتى الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية لم يعمل على نشرها أو الإخبار بها، فيما تكلفت، على ما يبدو، مواقع “مستقلة” بأداء المهمة، وهذا مؤشر على أن الحزب يتحرك ب”ذكاء ظاهر للعيان…!!!!”

هي لعبة الـ cache-cache مع الدولة وتتم عشية الاحتفال بعيد العرش (في سابقة على ما يبدو)، ولا نحسب ذلك حدث صدفة، ولو أن للعبة cache-cache قاعدتها، إلا أن لعبة العريضة عشية عيد العرش بدت دون قواعد ولا “صواب واجب”، ما يمنح صدقية القول بصريح العبارة: إنها محاولة ابتزاز للدولة…!

ومع الاحترام الجدير لبعض الشخصيات الموقعة على العريضة، لأننا خبرناها في أصالة معدنها النضالي، إلا أننا تفاجأنا بها وهي ضمن الأسماء الموقعة على عريضة تختزل لعبة كبيرة تدبر عن بعد، ونُقدٍّر أنها وقعت ضحية توقيع عابر في مقهى… ما قد يغفر لها تلك الخطيئة.

مضامين العريضة التي التف حولها، كما يقول المثل المشرقي “الشامي والمغربي”، تدعو إلى كثير من الاستغراب في شكلها، إذ كيف يلتقي من يظل ليل نهار يضرب مقومات الدولة والوحدة الترابية مع من كان إلى وقت قريب أحد خدامها من باب ممارسته للشأن العام في الوزارة !؟؟

كيف لنا أن نصدق أسماء موقعة على العريضة كإسماعيل العلوي، وبنسالم حميش وامحمد الخليفة أنهم نشطاء وليس خداما للدولة…!!، ومن حقنا أن نعرف: هم نشطاء ضد من بالضبط!!؟

والحال، أن هذا اللفيف لن تحلم به مجتمعا مدافعا عن الدولة، بل إن بعض عناصره له أجندة مناقضة لشكل الدولة التي يريد… تحت غطاء محاربة الفساد تارة، وباسم النضال الحر… تارة أخرى.

ولن تجد هذا اللفيف مجتمعا حول قضية المغاربة، لأن بعض عناصره له أجندة ومناقضة بالمطلق للدولة المغربية بشكلها الحالي، وبرؤية مُصَوَّبة بمنظار من الخارج.

ولم يسبق لهذا الخلط والمخالطة أن حدثت حتى خلال سنوات الرصاص والجمر..

أما عن بعض الصحافيين “المستقلين” الموقعين على العريضة… فذاك شأن صحافي فيه ما فيه من التقية التي باتت مكشوفة في وقت لا زال فيه سؤال مشكلة الإعلام في المغرب عالقا.

وبالعودة إلى لعبة الـ cache-cache التي يمارسها البيجيدي ضد الدولة…. ليس لنا إلا أن نؤكد أن  الابتزاز بلغ مداه..

دعوا مؤسسة القضاء تمارس عملها دون ضغوط ولا ابتزاز إلى أن ينتهي مساره… حينها يمكن لكم أن تفعلوا ما تشاؤون…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock