سياسية

محمد كرميم البيهي يكتب: نخشى اليوم الذي يأتي فيه بنموسى ويقول لنا: لست مسؤولا عن الفشل

لجنة الكفاءات التي عينها الملك ويقودها السيد شكيب بن موسى تحمل على عاتقها مسؤولية جسيمة بالنظر للواقع المغربي المثقل بالديون والمطبوع بمظاهر التخلف والأمية والفقر.

لا حاجة لي في الخوض في مواصفات أعضاء اللجنة، يهمني أنهم كفاءات حقيقية موزعون على مختلف المجالات الحيوية التي تنتظر إصلاحا فعليا. ومن المؤكد جدا أن لجنة بن موسى ستقدم لجلالة الملك مشروعا إصلاحيا جيدا يستهوينا كمغاربة طال انتظارنا لمغرب أفضل. لكن من الناحية المنطقية، تبقى بعض التخوفات فارضة نفسها على اللجنة منها:

أولا: عشنا تجربة إصلاح التعليم مع مزيان بلفقيه رحمة الله عليه مهندس الميتاق الوطني للتربية والتكوين. لما مرت 8 سنوات على تطبيقه صرح بما يلي: “لقد فشل إصلاح التعليم بالمغرب ولست وحدي المسؤول عن فسله”. هذا الفشل رمموه بالبرنامج الاستعجالي المجهول المصير تم عوضوه بالرؤية الاستراتيجية التي تحولت إلى قانون الإطار…. ولايزال التعليم هو التعليم!!!

عمر المشروع التنموي الجديد هو 20 سنة، من 2020 إلى 2040. نخاف أن يلهينا بن موسى حتى 2028 مثلا ثم يصرح بأن المشروع قد فشل وبأنه غير مسؤول عن فشله.

ثانيا: التخوف الثاني هو مشكل التمويل. جميع مذكرات الأحزاب المرفوعة إلى الملك لا تتطرق للجانب المتعلق بالتمويل. مسؤولية اللجنة لا تنحصر فقط في وضع تصور نظري أكاديمي لخروج المغرب من الأزمة الخانقة التي يعيشها والتي تستفحل يوما بعد يوم. لكن مسؤوليتها تتطلب منها البحث عن مصادر التمويل لتنفيذ وأجرأة المشروع على أرض الواقع، الإرادة لا تكفي لوحدها ولو كانت صادقة.

أكيد أن مشكل التمويل سيطرح بحدة على اللجنة بحجة أن البلاد غارقة في الديون. الدين الخارجي وحده وصل 34 مليار دولار. فمن أين للجنة أن تأتي بالمال لإعداد ميزانية قارة للمشروع حتى نكون مطمئنين على تطبيقه على أرض الواقع؟

ثالثا: ستطرح اللجنة بعض الشروط لإنجاح المشروع، منها إلغاء اقتصاد الريع، لأن المشروع التنموي الجديد لا يمكنه بتاتا أن ينجح في مناخ اقتصادي ريعي، لذلك من المفروض على لجنة بن موسى أن تطرح تصورا واضحا للقضاء على اقتصاد الريع كي تعبد الطريق أمام مشروعها. لكن اقتصاد الريع عشعش في البلاد طيلة 60 سنة واللوبيات متمكنة من أمورها ولن تتنازل بسهولة. المأذونيات ومقالع الرمال والرخام والأحجار وغيرها لن تتوقف إلا بقرار صارم وحازم.

هكذا تبدو لنا الصعوبة في تحقيق المشروع التنموي الجديد على أرض الواقع، لاسيما أن المغاربة يراهنون عليه بشكل كبير…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock