حوار

الباحثة والصحافية اللبنانية أورنيلا سكر: حديث عن لبنان ما بعد الانفجار، وأدوار الأطراف المتدخلة في بلاد الأرز

بصدر رحب، تفاعلت الباحثة اللبنانية، والصحافية مديرة موقع “أجيال القرن 21″، أورنيلا سكر، من العاصمة اللبنانية بيروت، مع أسئلة “أضواء ميديا”، عبر هذا الحوار الخاص الذي يأتي إثر التداعيات التي خلفها الحدث الأليم: “انفجار مرفأ بيروت”، والذي أودى بحياة 178 وخلف آلاف الجرحى والمعطوبين…

بصراحتها المعهودة، تحدثت أورنيلا خلال الحوار، تارة “كصوت لبناني شعبي”، وأخرى من موقع الباحثة والمتتبعة للشأن السياسي اللبناني والإقليمي، وهو ما أضفى على الحوار مسحة خاصة قربتنا من السياسة والسياسيين في لبنان، وأيضا من هواجس وأمال الشعب اللبناني المتعدد.

انفجار مرفأ بيروت: هل كان من إهمال إداري أم نتيجة منطومة فاسدة؟

أورنيلا سكر: هذا موضوع بالغ الأهمية، أولا، شاهدنا في مراحل سابقة، ما قبل الانفجار، أزمات عديدة لا مجال لنذكرها الآن، لأنها باتت معروفة للعيان، ولكن أن تصل الأمور إلى هذا الانفجار العظيم الذي حدث في المرفأ واستهدف العديد من الضحايا والشهداء في لبنان، فهذا ما لم يعد أمرا بسيطا ومقبولا ولا يمكن غض النظر عنه والتساهل معه.

وهنا، أضع هذا التفجير في سياقين:

السياق الأول: أنه هناك، لا شك، إهمالا للحكومات المتعاقبة منذ سبع سنوات على هذا المرفق، كما أنه يأتي في سياق مشكلة إقليمية، حسب تقديري، ونحن -بطبيعة الحال- ندفع ثمنها لاستهدافات وحسابات وأجندات معينة.

بالعودة إلى السؤال: ما إذا كان هذا الانفجار يأتي على خلفية، كما نشهد في لبنان، أزمة كورونا، أزمة الكمامات.. وكل هذه الأزمات الاجتماعية والإنسانية…، الأكيد أن هذا يدخل ضمن الإخفاقات والإهمال الإداري للحكومة، لأنه بالأساس ليس لدينا حكومة يجب أن تفرض صلاحياتها على كل ما يجري وسيجري، إذ ليست  دولة بالأساس حتى نتساءل عمن يتحمل المسؤولية.. أصبح لبنان أرضا محروقة، إن كان يمكن التعبير هكذا، وبات الجميع يتلاعب بها لمآرب في نفس يعقوب، والوضع جد مجهول..

في هذا السياق، لفت نظري عنوان بارزا لمقالة نشرت على صحيفة “نيويورك تايمز” حين تساءلت الصحيفة الأمريكية إن كان هذا الانفجار يأتي في سياق بداية التحول في المنطقة؛ أنا أعول على هذا السؤال، لماذا؟

لأن ما حدث يضع لبنان في منعطف خطير جدا، وأشدد على فكرة، إما أن نكون شعبا ذا كرامة، ذا هيبة، وذا قيادة رصينة، وذا قضية فعلية وهوية أصيلة، متجذرين في تاريخنا وحضارتنا وعلاقتنا مع الآخرين، أو أننا نبقى مغبونين.. مستهدفين ومذلولين. وما حدث من انفجار  في بيروت هو قمة الإذلال للشعب اللبناني من قبل هذه الحكومة، مع أن هذه الحكومة بالأساس ليست موجودة، إذ لو كانت موجودة، لما حدث ما حدث.

كيف تتصور أن القيمين على هذه الدولة، سواء من جهة المقاومات أو من يدعي المقاومة، كيف أنه يصرح، من جهة، أنه لا يعلم بما حدث وليست لديه أية معلومة حول ما جرى على المرفأ، مع أنه هو من يشرف ومن يسيطر عليه، هذه نقطة.

النقطة الثانية، لا أريد أن أحمل حزب الله المسؤولية، لكنه يأتي في سياق المشكلة التي انفجرت في مرفأ بيروت، إضافة إلى الآخرين وسوء إدارة وإهمال وسوء سياسات.. على الأقل، لا أريد أن أتحدث في السياقات الدولية، بل كلبنانية، ما حدث في بيروت وما أوصل لبنان إلى هذه التعرية وهذا الانحلال والانحطاط، هو بفعل أن هذه الدولة المغيبة، وبفعل سياستها المنفصمة والمنفصلة عن واقعها، كيف يتحدثون عن مقاومات وعن أية مقاومات يتحدثون بينما الشعب اللبناني يفتقر لكل المقومات الإنسانية، إذ يتم تجويعه، وتفرض عليه سياسات وهويات لا تمثله، والحال أن الشعب اللبناني متعايش ويحترم بعضه البعض.

هل النموذج السياسي الحالي في حالة فشل، إن كان ذلك، ما أسبابه؟

أورنيلا سكر: هناك أسباب عديدة لهذا الفشل، أولا نحن كشعب في لبنان نتحمل الجزء في المسؤلية بالدرجة الأولى، أو كأصح تعبير، نصف المشكلة كشعب، لأنه تطفو علينا الشعبوية في ثقافتنا، نحن ليس لدينا انتماء وطني حقيقي، لو كان عندنا هذا الانتماء الوطني الحقيقي لما كنا نصدق هؤلاء الكذبة والتجار في المعبد الذين يحاولون استغلال الدين في السياسة لمآرب… وهنا أقصد الكل، إذ الكل شريك والكل له دور في ما وصل إليه لبنان، إضافة إلى أن وازع الانتماءات والهوية.

هنا أريد أن أشرح كيف؟

كيف يمكن لنا أن نتحدث عن دولة، بينما الكل يحسب فيها أمة، هذه مسألة.

مسألة ثانية، أريد أن أفهم كيف أن قضية لبنان ،عمليا، بشكل عام، ما هي صيغة لبنان بشكل عام…؟ هناك صراع حول الهوية وثيقة في لبنان، طرح الحياد، لكن لا يريدون الحياد، وبطبيعة الحال، أصلا لبنان لا يمكن تحييده، وإذا كنت متواجدا بمكان ما وتعرضت للقصف وأنت ضمنيا وجهارة تقول أنا حيادي، فإنك ستتعرض للهجوم حتما، كنت حياديا أم لم تكنه.. فمسألة الحياد هي مسألة شعبوية لاستقطاب الشارع فقط لا أكثر..

في لبنان منهم من يعلم أنهم لا يستطيعون أن يكونوا محايدين، حصل الانفجار في لبنان، وحتى المنطقة التي حدث فيها الانفجار هي منطقة مسيحية، وأنا أستبعد أن لا تكون محيدة.. وعلى الرغم من حياديتها التي تأمن بها تعرضت للانفجار، كيف تتحدث عن الحياد أمام هذه الفاجعة!؟

هناك طروحات خيالية لا تصل أرض الوقع، وأتمنى أن ما نشر على “نيويورك تايمز” وفي عنوانها العريض: هل انفجار بيروت بداية التحول؟ إذا أدرك الشعب اللبناني، وتدارك السياسات التي تحاك ضد لبنان، وتدارك الوضع ووضع استراتيجية عمل حقيقية، ليست كما حدث من فوضى كما شاهدناها في بعض ساحات 17 تشرين، ربما سيحدث تحول، ولكن إذا استمر الموضوع في إطار أن التضخيم وتجييش النفوس وعدم المبالاة وكأن شيئا لم يحدث.. لا أعول على أي تغيير، أنتظر الآن ما ستؤول إليه الانتخابات المبكرة، من هم من سيتم انتخابهم.. في ظل وجود تحديات، كما أننا ننتظر ونترقب ما سيحمله ماكرون خلال زيارته الثانية إلى لبنان، ما الصيغة التي سيطالب بها، ما التسوية التي سيأتي بها.. هذه كلها أسئلة كلها على اللبنانيين أن يكون لديهم الجواب عنها..

أي دور لفرنسا في لبنان؟

أورنيلا سكر: بطبيعة الحال، لا اجد لدور فرنسا منحى سلبيا، ولا أصف دور ماكرون في لبنان، كما وصفته بعض الصحافة العربية، بأنه عودة الاستعمار الفرنسي.  لم تتعاطى فرنسا مع لبنان كمستعمرة كما هو حال الدول المغاربية، وضع فرنسا وعلاقتها بلبنان امتدادها حضاري فرونكفوني.. يجب التعويل عليه، وكصحافية مديرة موقع “أجيال القرن 21” من دعاة الحوار والسلام بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ونحن بحاجة إلى هذا الحوار الفرنسي اللبناني، والفرنسي الأفريقي.. نحن نعول على هذا الدور.

وهنا، أشير إلى مسألة هامة، إن من ينتقدون دور فرنسا في لبنان، على الأقل، فرنسا بنت الجامعات، مدارس، وضعت سكة طريق… وضعت قوانين.. علينا طرح السؤال للذين أتوا بعد فرنسا وماذا عملوا.. كفانا تنظيرات خشبية، نحن الآن وصلنا إلى مرحلة لا بد أن يكون فيها خطاب عربي ينطلق من لبنان إلى الأمة العربية ونقول إننا نحن هنا نختلف وننطلق من جديد في إطار إحياء الدور اللبناني بالنسبة إلى محيطه العربي وبالنسبة للدول الغربية، أعول على هذا الدور الفرنسي، لكن شرط أن يكون صالحا في إطار أن ينسجم مع لبنان ومع متطلبات ومطالب الشعب اللبناني المنكوب.

كما أنه لا يمكن أن نفصل زيارة ماكرون إلى لبنان عن ما يجري في المنطقة ومن دعوة ترامب. لا يمكن أن أفصل مجيئ ماكرون إلى لبنان من دون إيعاز من إسرائيل، فهناك توتر في إسرائيل وتحاول أن ترسل ماكرون الذي يعبر عن رسالة لإسرائيل في لبنان أن نحن لدينا هذه الشروط ويتم التسوية وفقها، منها مسألة ترسيم الحدود، وضع سلاح حزب الله، الوضع الاقتصادي في لبنان ما قبل التدهور وما بعده، كل هذه الأمور لا يمكن فصلها عن التسوية الكثيرة في المنطقة..

عيون أخرى على لبنان: السعودية والإمارات، إضافة إلى طهران عبر حزب الله: ما هي الأدوار التي تلعبها؟

أورنيلا سكر: أولا، أريد أن أشير إلى مسألة مهمة جدا، أولا نحن لسنا بصدد أخذ موقف من كل هذه الأطراف..

بالنسبة لتركيا التي دخلت على الخط وتحاول الاستثمار في لبنان، إنها تحاول أن تعيد تموضعها في المنطقة، وتستفيد من ما يجري في لبنان لتقدم نفسها كحامية وتركز على هذا الأمن القومي الإسلامي، إن صح التعبير، لا ننسى ما حدث لآيا صوفيا هو نوع من شد العصب الإسلامي، ومن أن تركيا حاضرة في الوجدان العربي الإسلامي، وتحاول إعادة إحياء دورها كامبراطورية أولا، وثانيا لدعم  المسلمين في العالم العربي بعدما تعرضوا للويلات والشتات، وتحاول لم الشمل.. كما أن لتركيا حسابات وتحاول خلق أجندة في لبنان لتعول عليها.

الإمارات نحن بحاجة إليها، والسعودية أيضا، لأن لبنان في مرحلة إعمار وإصلاحات، وتؤشر حضورهم في لبنان إلى أن الأمور آخذة في الاتجاه نحو التسوية. وهذا ما يبشر بالخير.

ما سياق الفشل؟

أورنيلا سكر: هذا الفشل في سياق أن لبنان منذ 1840 إلى يومنا هذا بدأت جذور المسألة الطائفية، هذا جزء من المشكلة، ومع اتفاق الطائف تكرست قانونيا، أي تقنين الطائفية عبر المحاصصات والتوزيع السياسي مشكلة لبنان اليوم أنهم، وهو ما يشكل تحديا كبيرا، هو إن ذهب اللبنانيون إلى الانتخابات فإنهم لن يفرزوا غير نفس الأشخاص وفق منطق المحسوبية. فهل وصل اللبناني إلى قناعة أنه يفصل نفسه عن هاته المحسوبيات وعن هذه المنظومة الفاسدة؟ هذا السؤال الكبير هو سبب من بين أسباب الفشل؟

السبب الثاني، ارتباطات الدولة اللبنانية بالخارج، ليس لديهم أي انتماء وطني، هم عملاء أو وكلاء وموالين يؤيدون يناصرون.. وإنهم حينما يتحدثون عن لبنان تتساءل ماهي قضيتعهم؟ هل هي لبنان أم إيران أم دولة ثالثة غير إيران….؟

ليست لدي مشكلة أن يكون للموالين أنصار… لكن على الأقل، أن تكون لديهم قضية وطنية، أن تكون لبنانيتهم أولى بالدمع مقلة، لا أن تكون الدول التي يوالونها اولى بالدمع مقلة.. هثمة فرق في الماكياج..

ثم من ناحية ثانية، هناك المسألة الثقافة، نحن شعب ليست لديه ثقافة قوية رصينة، نحن متاثرين جدا بكل ما نتلقاه من علمانية ومن ثقافات أخرى من (américanisation).. ليست لدينا هوية وطنية أصيلة، نحن لسنا ضد ان ننفتح على الغرب أو نذهب غربا.. لكن على الأقل، علينا ان نحدد: أيننا من كل ما يجري؟ ما دورنا؟ ما هويتنا؟ ما اعتبارنا؟

اليوم انا أطالب بلبنان دولة المواطنة ومجتمع المواطنة، نحن الآن ما قبل مجتمع المواطنة.. ما قبل المجتمع أساس…!، ما أريد قوله هنا أن دولة المواطنة الآن، أقلها هو حقوق الإنسان..

مثلا لدينا يهود في منطقتنا العربية، والمسلمون ليسوا معادين لليهود بل هم معادون للصهاينة، فلماذا لا يتم توضيح هذه البروباغندا، هذه النقطة بطريقة غير مباشرة لها علاقة بأسباب الفشل عندنا، لما نقول لحزب الله تعالى سلم سلاحك، يقول لك أنا لا أسلم سلاحي لدي إسرائيل على الحدود، عمليا لم لحزب الله أي تصريح لحزب الله بعد الانفجار ، كأنه متأثر بما حدث، قال إنه لا يدري، ووقفت الأمور على أنه لا يدري، أنا لا أريد أن أحمله المسؤولية ولا أن أدينهن ولكن مسؤول مثل حزب الله هو الذي يدعي أنه يرفع راية المقاومة، أريد أن أسأل: ما مفهوم المقاومة عند حزب الله؟ هل هي فقط الحرب والإكراه؟ أم هي بناء الإنسان والأرض؟ لم أر أن قلبه على ما حصل إثر الانفجار.. وكل الفرقاء الآخرين، الذين لم أسمع منهم مواقف واضحة…

هل يجب تحجيم حزب الله كي تستعيد الدولة اللبنانية هيبتها؟ وهل شكل التحرك الشعبي ضغطا سياسيا أم تعطيلا للمؤسسات؟ ماذا يريد التحرك الشعبي؟

أورنيلا سكر: ليس من الوارد تحجيم حزب الله، لأنه، مهما طلعنا أو نزلنا، يبقى حزب الله حزبا لبنانيا، والشيعة هم جزء من التركيبة اللبناية والشعب اللبناني، ونحن ليس لدينا مشكلة مع حزب الله ولا مع الشيعة…

نحن نريد أن نقول لحزب الله أن كل هذه التوسعات بالمنطقة بالاستكبار لم تأت بالإيجاب على المقاومة، بل هي سببت مشكلة لنفسها ولمحيطها، ثم إننا حين نتحدث عن مقاومة، عن أية مقاومة بينما الشعب اللبناني يموت جوعا.. كل شئ مدمر، الفرص معدومة، المصير غامض.. هل استطاعت هذه المقاومة أن توفر له مستقبلا يليق به وبمستواه العلمي؟

أما عن الحراك لشعبي، فهو لا يقوض للمؤسسات بل إنه داعم لها ويريد أن يصبح للبنان مؤسسات، هو صرخة وجع، وتعطيل لكل هذه السياسات التدميرية والشيطانية التي تحاك في لبنان.

الاستقالات المتتالية والتي كللت باستقالة رئيس الحكومة، وفي إعلان الاستقالة إشارة إلى فساد الحكومة. هل هو اعتراف لبناني رسمي بالتعايش مع الفساد؟

أورنيلا سكر: سئل الإمام علي: لماذا البليغ بليغا، قال: لأنه أحسن في إبلاغ ما يريده بأقل سعي.

الجواب هنا بسيط جدا، حكومة حسان ذياب مسألة مرتبطة بكون ذياب أوتي به إلى رئاسة الحكومة ليقوم بإصلاحات، ولكي لا نظلم الرجل، إنه عجز عن القيام بهذه الإصلاحات، لكن لماذا لم يستقيل؟ ولم يقدم استقالته إلا بعد انفجار المرفأ؟ لماذا؟

لأنه أولا، ليس لديه جواب، لأنه أتى دمية وخرج دمية، انتهى دوره، لا شان له.. أتى وحيدا، وذهب وحيدا، هذا من جهة.

من جهة ثانية، بالعودة إلى التساؤل حول التعايش مع الفساد، إن حسان ذياب تعايش مع الفساد، هو فعلا كذلك، إنه أتى إلى السلطة خارج البروتوكولات، وحينما وقع الاصطدام بينه وبين الرئيس بري، فلأنه يفتقد إلى البروتوكولات، فما بالك ببروتوكولات الفساد الموجودة بلبنان، فحسان ذياب شارك في الفساد وفي منطومتها وتفاعل معها كي يكون له قسط من هذه السلطة.

من يسير بلبنان مستقبلا؟

أورنيلا سكر: واقع اليوم يختلف عن الامس، أعتقد من سيرحل اليوم بعد الانفجار، واللعبة السياسية كيف تحاكي الداخل وتحاكي الخارج، الرسائل المتبادلة بشكل غير مباشر، ولاحظ ان لحظة الانفجار تشي بأن في الأفق تسوية، لكن ما يبقى مخيفا هو استمرار نظام المحاصصة والاكتفاء بتغيير الوجوه والعودة إلى المربع الأول.

لكن إذا حدثت التسوية عبر تغيير المنظومة، فذلك ما يأمله اللبنانيون، وثمة أكثر من مؤشر على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock