حوار

الفنان مصطفى البركاني: سفير فن الرݣادة بأوروبا يحكي عن “الوداع الأخير” (+فيديو)

مصطفى البركاني، سفير فن الركادة بفرنسا وأوروبا، يختزل، فنه الأصيل تراث منطقة بركان ومعها كل المنطقة الشرقية للمغرب، فنان في عقده الخامس، عاصر كل الأجيال منذ التسعينات، عايش تطور فن الغناء ومعه التطور التكنولوجي، وكيف أصبح صوت بعض الفنانين صناعة تفبرك، حسب متطلبات “السوق”.

لبداياته الغنائية حكاية، ابتدأت مع موضة “لاصونو” في التسعينيات، وانتهت بالشهرة والعالمية، لكن لم ينتهي المشوار بعد، لا زال أمامه طريق طويل. مصطفى البركاني، فنان يرفض أن تمس عذرية فن الركادة بتقنية “الأوتوتين” لتغيير صوت المغني. يحكي لنا في حوار شيق تفاصيل مسيرة فنية رائعة، انطلقت من بركان لتفجر نجاحاته بفرنسا كالبركان، وكان ٱخر “حممه” الفنية، أغنية رومانسية عاطفية، على إيقاع فن الركادة أطلق عليها اسم “الوداع الأخير.”

من هو الفنان مصطفى البركاني؟

مصطفى البركاني: أنا فنان مغربي، ومغاربي، من مدينة بركان بالمنطقة الشرقية للمغرب، وهذه المنطقة معروفة بفن الرݣادة أو العلاوي، ازددت بركان، وهي المدينة التي مارست بها الرياضة، مارست كرة القدم أولا، وكانت لدي فرقة موسيقية غيوانية صغيرة لإحياء الحفلات، وكنا نحيي وقتها الاعراس كباقي الفنانين، ولم أكن بعد قد احترفت الغناء لأني كنت مهتما بالدراسة والرياضة، فالغناء كان هواية من أجل المتعة فقط.

كيف كانت بداياتك، وأول مرة غنيت فيها أمام الجمهور؟

مصطفى البركاني: أول تجربة لي كانت سنة 1979 بدار الشباب بمدينة بركان، وغنينا في إحدى السهرات الفنية، وكانت لدينا فرقة غيوانية كانت معروفة باسم جيل الصغار.

ومتى كان أول تسجيل غناىي لك؟

مصطفى البركاني: كان ذلك في بداية التسعينات، وكان الألبوم يضم ستة أغاني، ثم تلته عدة ألبومات وأشرطة غنائية، ولم تتوقف لحد الٱن. كما اشتغلت في ديوهات مع فنانين من منطقتنا كجلال الحميدي، محسن أنيس، إذ غنى هو بالأمازيغية وأنا بالغربية، كما اشتغلت في أغنية راب مع مجموعة مافيا بركان، بالإضافة إلى أعمال أخرى.

كيف انتقل مصطفى البركاني من بركان إلى باريس؟

مصطفى البركاني: دخلت إلى فرنسا في سنة 1989، راقني العيش هنا كالعديد من الشباب وقررت الاستقرار بهذا البلد، وجدت ذاتي هنا، وكان للقائي بعدة أشخاص من المغرب والجزائر وتونس، وعدة فنانين ٱخرين، أثر إيجابي أذ ساعدوني على الاستقرار والبقاء حيث أنا إلى يومنا هذا.

تحدث لنا عن أول شريط سجلته بديار المهجر

مصطفى البركاني: شريطي الأول بفرنسا، وكان عبارة عن تسجيل مباشر، وهي الطريقة التي كانت معتمدة في التسعينات، وكان ذلك خلال حفل زفاف وتم تسجيل الحفل، وكانت “لاصونو” موضة في تلك الأيام، وبعدها تم عرض التسجيل الصوتي في الاستوديو، وكلل ذلك العمل بالنجاح ولله الحمد.

– استطاع جيل مصطفى البركاني، فقط بجهاز “لاصونو” من الإبداع وتحقيق النجاح والانتشار، والمغنون الشباب اليوم، رغم كل الإمكانيات التقنية المتاحة، لا يحققون نفس الشهرة، كيف تفسر ذلك؟

مصطفى البركاني: كباقي الفنانين في سنوات التسعينات، عشنا تلك الفترة، ولم يكن وقتها نفس التطور التقني و الإعلامي، ولا وسائط التواصل الاجتماعي، لقد عانينا كثيرا، كنا نسجل، وننجز الماكيت، لنعرضها على المنتج في استوديوهات التسجيل، وننتظر رضاهم وقبولهم لأعمالنا بعد الاستماع إليها.

بمعنى ٱخر كان الفنان يعاني، لم تكن نفس الإمكانيات الموجودة اليوم، اللهم إذا تم دعوتك لإحياء حفل في للتلفزة أو على أمواج الإذاعة المغربية، أما الٱن و الحمد لله الفنانون الشباب، لديهم الكثير من الحظ في توفر إمكانيات تقنية هائلة للانتشار والشهرة، ليسوا بحاجة لأحد، يقومون بإنجاز فيديو كليب، ويعرضوه على قناة باليوتيوب، إذا نجح الألبوم أو الأغنية فذلك نجاح لهم وإذا فشلت فهو فشل للفنانين. اليوم، ليس هناك من يحكم على عمله، والحمد لله كل شيئ متوفر، من روبوتيك وٱلات حديثة، ولديهم جميع الوسائل التقنية للشهرة ولكنها مع الأسف، شهرة ونجاح ناقصين مقارنة مع فناني التسعينات التي كانت عن جدارة واستحقاق، على الشباب التركيز على الكلام الجميل و النقي، والابتعاد عن تقنية الأوتوتين (التي تجمل وتخفي صوت الفنان الحقيقي.)

هل البداية كانت بلون الرݣادة، وكيف تحول هذا الفن من المحلي إلى العالمية؟

مصطفى البركاني: المنطقة الشرقية ومنطقة بركان تعرف بموروث ثقافي هو فن الرݣادة، الذي يسمى في منطقتنا الشرقية بالرݣادة ويسمى بالعلاوي في الجزائر، وهو فن كان في البداية محليا، عرفت به بمنطقة الشمال الشرقي للمغرب، لكن سرعان ما لاقى نجاحا في رمشة عين، بفضل الأوركسترا الوطني لباريس الذي أعطى خاصية مميزة لهذا الفن وأدخلوا عليه ٱلات جديدة وتوضيبات جديدة، وهو ما جعل لهذا اللون مكانا مهما، وأصبح منافسا للراي والݣناوي، وأصبح يغنى الٱن في جميع السهرات وخاصة الأعراس، وأنا من ضمن الفنانين الذين أعطوا دفعة قوية لهذا الفن، عبر غزارة الألبومات والأشرطة والتسجيلات، وكذا المشاركة في البرامج الإذاعية والقنوات والسهرات المتعددة، واشتغلت مع عدد من الفنانين المغاربة و الجزائريين، وكان لي نصيب في قصة النجاح هاته، إذ لاقى هذا الفن نجاحا وصدى عالميا.

في أغنيتك الجديدة نلمس رومانسية، وعلى ما أعتقد أول مرة أسمع أغنية رومانسية في فن الرݣادة، تحدث لنا عنها؟

مصطفى البركاني: هي فيديو كليب، الأغنية تحمل عنوان “ليلة الوداع”، وتحكي الأغنية، قصة رومانسية تبتدئ بليلة زفاف الحبيبة بشخص ٱخر، ويطلب المحب من أصدقاءه مصاحبته إلى مكان الزفاف لتوديع الحبيبة بالدموع في ليلة وداع حزينة، ليلة “الوداع الأخير”، هي أغنية عاطفية رومانسية بلون الركادة، وتعرف الأغنية نجاحا كبيرا، وقد راقت عددا كبيرا من الفنانين، وأكون سعيدا عندما تعجب أعمالي الفنية الفنانين والمعجبين، وتم تسجيلها باستوديو ببلجيكا أما تصويرها فكان بفرنسا. وأتمنى أن تلقى إعجاب الجمهور الواسع.

كيف يعيش الفنان مصطفى البركاني، والفنانون عموما ظروف جائحة كورونا منذ سنتين؟

مصطفى البركاني: الوباء الملعون لم يعاني منه الفنانون فقط، بل كل شرائح المجتمع، فقد عاش الناس أزمات مادية و نفسية مست حتى الأزواج، وكان لوقع الوباء نتائج سلبية خاصة في الستة أشهر الأولى، وبالأخص الفنانين، إذ لم يعد هناك لا حفلات ولا أعراس، وأنا واحد منهم، لقد عانينا جميعا، نطلب من الله أن يجلي هذا البلاء وتعود المياه إلى مجاريها، فإذا تم الإغلاق مرة أخرى فلن تكون أمورنا بخير.

نلاحظ أنك في التلفزة المغربية قليل الظهور ما تعليقك؟

مصطفى البركاني: بالنسبة لهذا الموضوع، فبعد تزايد القرصنة تقلص دور القنوات التلفزية، وفي مقابل ذلك ظهرت بشكل كبير قنوات تواصلية أخرى كاليوتيوب، الفيسبوك، أنستغرام وغيرها، وحتى أن مر الفنان في القنوات الكلاسيكية، فالناس لم تعد تشاهدها، فاهتمام الشباب خاصة يتجه نحو وسائل تواصلية أخرى يتحكمون فيها بواسطة أجهزة هواتفهم الذكية، كل شيئ أصبح يمر عبر هاته الأجهزة، التطبيب التسوق وغيرها، فأصبح لكل تلفزته الخاصة به يشاهد ما يشاء على الهاتف، فإذا أراد الفنان القيام بإشهار لنفسه أو الترويج لأعماله فما عليه سوى استعمال كل الوسائل المتوفرة بنفسه دون حاجة لأي كان.

ماهي العلاقة التي تربطك بكرة القدم وبفريق النهضة البركانية؟

مصطفى البركاني: أنا معروف في مدينة بركان كممارس سابق لكرة القدم، لعبت كثيرا يفرق الأحياء، ولعبت عدة دوريات بالمدينة، أما بالنسبة للنهضة البركانية، فضروري أن أشجع هذا الفريق فهو فريق المدينة التي أنتمي إليها.

ماذا تغير في فن الغناء المغربي عموما، وماذا يمكن أن يغير الفنان؟

مصطفى البركاني: كما يقال الرجوع إلى الأصل فضيلة، لذا أتمنى من القلب أن لا يندثر التراث المغربي الأصيل، ولا الأغنية العصرية ولا الكلاسيكية ولا فن الرݣادة ولا فن الراي والأغنية الشعبية والعيطة وغيرها من التراث المغربي، بل ينبغي أن تبقى موجودة ولا تنمحي، ونتمنى أن يهتم الشباب اليوم بهذا الموروث الثقافي والفنون التي أعطت الكثير وشرفت المغرب في المحافل العربية والعالمية، وإذا اندثرت فلن يبقى لنا شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock