حوار

حوار مع الأمين العام للمجلس الإسلامي بجنوب السودان “عبد الله برج روال كوات”

عندما أعلنت جنوب انفصالها، لم يصلنا أي دعم من الإخوة المسلمين بالسودان الشمالي بل تركونا وتجاهلونا- لدينا تعاون مع فضيلة شيخ "الأزهر الشريف" ومع مؤسسة "محمد السادس" بالمملكة المغربية وتمكنا من فتح فرع بجوبا

أضواء ميديا من مقر المجلس الاسلامي بجنوب السودان -جوبا – حاوره: عمر موسى محمد

رحب فضيلة الشيخ الدكتور “عبد الله برج روال كوات”، الأمين العام للمجلس الإسلامي بمقر أمانة المجلس بجوبا في جنوب السودان، بموقع أضواء ميديا الذي يمثله الزميل الصحافي  عمر موسى محمد، مراسل الموقع في السودان، وممثل تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة، وأثمر اللقاء الذي تم بحفاوة هذا الحوار الذي أضاء العديد من القضايا التي استوجبت توضيحات وتفاصيل سواء بخصوص المجلس وطبيعة وظروف اشتغاله، أو ما تعلق بواقع مسلمي دولة جنوب السودان في ظل التعتيم الإعلامي حوله تارة أو زيف نقل الحقيقة تارة أخرى، فكانت ردود فضيلة الشيخ هذه الإضاءات..

هل حدثتنا في كيفية يتم عمليات وفعاليات المؤتمر العام للمجلس الاسلامي؟

فيما يخص بجانب المؤتمر العام للمجلس الاسلامي جنوب السودان، تسبقها المؤتمرات القاعدية وهي يتم إجراؤها في الولايات ال ١٠ والاداريات الثلاث.

فضيلة الشيخ الدكتور "عبد الله برج روال كوات"
فضيلة الشيخ الدكتور “عبد الله برج روال كوات”

حيث كل ولاية يقوم بانتخاب الأمين العام لها، وايضا يتم تكوين مجلس الشورى من خلال مؤتمرات التي تجري في كل ولاية من الولايات العشرة. وبعدها جميع أمناء الولايات يمثلون وفود في المؤتمر العام للمجلس الاسلامي اي أن كل ولاية لديها وفد تحت إشراف الأمين العام للمجلس بالولاية المعنية، حيث يشاركون في المؤتمر العام للمجلس الاسلامي من أجل انتخاب الأمين العام، واختيار مجلس الشوري (برلمان المسلمين).

“لدينا تعاون مع فضيلة شيخ “الأزهر الشريف” وأيضا مع مؤسسة “محمد السادس” بالمملكة المغربية وتمكنا من فتح فرع بجوبا”.

مهمة مجلس الشوري اي برلمان المسلمين هو متابعة ومراقبة وتقييم آداة المكتب التنفيذي بالمجلس الإسلامي جنوب السودان.

هناك بعض الشروط يجب أن تتوفر في مؤتمر الولايات، حيث يجب علي كل ولاية أن يكون لديها ٥٠ عضو في المجلس الاسلامي لكي يمكنها من إجراء المؤتمر العام بالولاية، المؤتمر العالم للمجلس الإسلامي تتم كل بعد ٤ سنين اي يتم اختيار الأمين العام وامناء الولايات كل ٤ سنين.

هل هناك قيود او مضايقات تواجه المسلمين بجنوب السودان؟

في الحقيقة لا…..لأن جمهورية جنوب السودان بلد تتمتع بالحريات، نحن نحتكم الي دستور واضح وشفاف ينظم شؤون البلاد.

وانا من هنا بشيد بفخامة الرئيس “سلفاكير ميارديت”، هذا الرئيس أنه رجل عادل يذكرنا بالملك “النجاشي” الذي وفر للمسلمين  الأمن والأمان في بداية الإسلام. وما رأيت من فخامة الرئيس الا الخير وما رأيت منه إلا الحرص الا ينتهك حقوق المسلمين بجنوب السودان…وهو دائما يقف بجانب المسلمين ويدعم المسلمين.

الجدير بالذكر أن دولة جنوب السودان كانت تحارب من قبل المسلمين….باسم “الله اكبر” وكان النظام الإسلامي في السودان يستخدم الدين لمحاربة الشعب الجنوبي بمختلف اديانهم. لذلك أثرت علي بعض القادة فيما يخص نظرتهم للدين الإسلامي…..وبفضل هذا الرئيس استطعنا تكوين جسم واحد يجمع المسلمين بجنوب السودان وايضا الرئيس أعلن الصلح العام والتسامح الديني.

“عبر هذا المنبر ،أضواء ميديا، نؤكد للجميع بأن المهمة الأولى بالنسبة لي كأمين عام للمجلس الإسلامي جنوب السودان، هو توفير منهج اللغة العربية وتعليم اللغة العربية للوافدين واللاجئين  السودانيين، وبناشد المؤسسات التعليمية لدعم هذا المشروع.”

لاننسي بأن جنوب السودان مرت بظروف صعبة جدا بعد الانفصال في ٢٠١١، حدث حروب أهلية وغيرها وايضا الأخوة في الشمال كانوا يسيطرون علي كافة المنظمات الاسلامية ولن تخصص اي نسبة فيما يتعلق بالوظائف داخل المؤسسات الاسلامية للجنوبيين المسلمين.

عندما أعلنت جنوب انفصالها، لن يصلنا اي دعم من الاخوة المسلمين بالسودان الشمالي بل تركونا وتجاهلونا، والأسوأ من ذلك ان الأخوة في الشمال قاموا بنشر الأكاذيب والترويج بأن السلطات الجنوبية يقوم بقمع المسلمين ويغلق مؤسسات العبادة وغيرها، انا من هذا المنبر نكرر ونؤكد بأن حكومة جنوب السودان ليس لديها اي مشكلة مع المسلمين ….بل المشكلة هو عزوف المسلمين محليا وإقليميا.

ماهي الرؤية المستقبلية للمجلس الإسلامي جنوب السودان؟

الحمد الله وشكره، نحن الآن نمتلك معاهد علمية في عدد من مدن جنوب السودان كلا من جوبا وواو وملكال. ايضا قامت منظمة الدعوة الاسلامية بإنشاء عدد من المدارس سلسلة مدارس “التراس الإسلامي” ونأمل في زيادة نسبة المدارس حتي نغطي كافة ولايات جنوب السودان العشر.

“بالرغم من أن هناك انتقادات عديدة ضد الحركة الشعبية من قبل الأخوة في الشمال بأن الحركة الشعبية ضد الدين الإسلامي، ولكن نؤكد بأن الحركة الشعبية لديها مبدأ حرية الأديان واحترام الأديان والتسامح الديني، والاعتراف بالتعدد الديني وأيضا كل الأحزاب في جنوب السودان تحترم الأديان.”

المجلس الاسلامي تواجه بعض الاشكاليات وهي تدفق اللاجئين السودانيين الي الأراضي الجنوبية، هذه الظاهرة سوف يزيد الضغط علي المجلس فيما يخص الميزانية، والمجلس يسعي لتشيد مدارس داخل مخيمات اللاجئيين السودانيين في مختلف الولايات وعلي رأسهم العاصمة جوبا.

اللاجئيين السودانيين اعتادوا علي اللغة العربية كالغة رسمية في النظام التعليمي، ولذلك نناشد المجتمع المحلي والاقليمي والدولي، لتقديم الدعم للمجلس  من توفير الخدمات التعليمية الجيدة للوافدين واللاجئيين السودانيين. الوافدين واللاجئين القادمين من السودان يواجهون مشكلة كبيرة جدا في جانب التعليم، خاصة فيما يتعلق بالمناهج الدراسية بجنوب السودان هي مناهج بالغة الانجليزية وليس العربية، لذا هناك اختلاف كبير بين المنهجين الجنوبية والسودانية.

من الإيجابيات بأن جمهورية جنوب السودان فتح ابوبها للأخوة السودانيين الذين أتوا من جميع ولايات السودان الي جنوب السودان، وجنوب السودان هو الوطن الثاني بالنسبة لشعب السودان.

“اللاجئون السودانيون اعتادوا على اللغة العربية كلغة رسمية في النظام التعليمي، ولذلك، نناشد المجتمع المحلي والاقليمي والدولي، لتقديم الدعم للمجلس من توفير الخدمات التعليمية الجيدة للوافدين واللاجئين السودانيين.”

تم اجازة مادة اللغة العربية والتربية الاسلامية من قبل حكومة جنوب السودان لكي يدرس في جميع مدارس جنوب السودان، لكن هناك مشكلة في الميزانية فيما يخص بطباعة المنهج، المجلس تفتقر للتمويل في هذا الجانب. هناك مناشدة من المجلس الاسلامي للأخوة في بعض الدول الخليجية مثل الكويت لتقديم دعم كافي حتي عبرها يتمكن المجلس من توفير منهج تعليمي متكامل يستفيد منها شعب جنوب السودان، والوافدين واللاجئين السودانيين.

عبر هذا المنبر نؤكد للجميع بأن المهمة الأولي بالنسبة لي كأمين عام للمجلس الإسلامي جنوب السودان، هو توفير منهج اللغة العربية وتعليم اللغة العربية للوافدين واللاجئين  السودانيين، وبناشد المؤسسات التعليمية لدعم هذا المشروع.

ما دور المجلس الاسلامي بالمحافظة علي مؤسسات العبادة (بيوت الله)؟

قام المجلس وبالتعاون مع الجاليات المسلمة بجنوب السودان، وعلي رأسهم الجالية الصومالية بصيانة عدد من المساجد في العاصمة والولايات بجنوب السودان.

إضافة علي ذلك هنالك التفاف كبير من رجال الأعمال المسلمين حول المجلس الاسلامي مثل: الجنوبيين والصوماليين والسودانيين …….وغيرها، وتشيد عدد من المساجد بالعاصمة جوبا وبعض الولايات.

“ليست هناك أية ميزانية من الدولة الجنوبية للمجلس الإسلامي ولا مجلس الكنائس، ولا حتى الرواتب التي يتم صرفها من خزينة الدولة ولا حتى أنا كأمين عام. بينما المجلس يقوم بإدارة موارده بذاته مثل العائدات التي تأتي من الأوقاف والزكاة والتبرعات لتغطية احتياجات المجلس، باختصار شديد المجلس عبارة عن مؤسسة خيرية.”

هنالك بشريات طيبة جدا، وهي عدد المسلمين في جنوب السودان في زيادة مستمرة والشاهد علي ذلك افطارات الرمضانية وأعياد الفطر المبارك وأعياد الاضحي المبارك، تمتلئ معظم الساحات (الميدان) تقريبا.

واجمل من كدا هنالك تسامح ديني بجنوب السودان، حتب الغير المسلمين يقومون بتنظيم افطارات جماعية في شهر رمضان المبارك وفخامة الرئيس “سلفاكير ميارديت” هو السباق في ذلك.

العلاقات والشراكات المجلس الاسلامي جنوب السودان؟

عندما تم انتخابي امينا عاما للمجلس في 2020، شاركت في محافل دولية وإقليمية وعرفت المجتمع الإقليمي والدولي بالمجلس الإسلامي جنوب السودان.

حيث شاركت في مؤتمر بدولة البحرين وتقابلت في ذاك المؤتمر إمام المسلمين فضيلة الشيخ (الازهر الشريف). ايضا شاركت في مؤتمر اخر بالمملكة المغربية، قمت بزيارة شؤون الاوقاف بالإمارات العربية المتحدة وبعدها زرت دولة قطر والسعودية، والمجلس الاسلامي لديها علاقات جيدة مع هذه الجهات.

يشرفني أن أكون ضيفا على منبركم العامر، لكي نتحدث في بعض الجوانب بما يخص الإسلام والمسلمين بجنوب السودان.

وقعنا عددا من مذكرات التفاهم مع منظمات خيرية بالمملكة العربية السعودية، وايضا مع مجالس إسلامية في شرق افريقيا وغربها. ووقعنا مذكرة تفاهم مع المجلس الاسلامي بأوغندا حيث قامت المجلس الاوغندي بتبرع للمجلس الجنوبي بمحطة اذاعية إسلامية والآن علي قيد التشيد……سوف تبدأ بثها قريبا انشاء الله.

لدينا تعاون مع فضيلة الشيخ “الأزهر الشريف” وايضا مع مؤسسة “محمد السادس” بالمملكة المغربية وتمكنا من فتح فرع بجوبا.

ما مصادر تمويل المجلس الاسلامي جنوب السودان؟

مصادر تمويل المجلس الاسلامي من الاوقاف الإسلامية وتبرعات الخيرين والهيبات والشراكات.

ليس هناك اي ميزانية من الدولة الجنوبية للمجلس الإسلامي ولا مجلس الكنائس، ولا حتي الرواتب تتم صرفها من خزينة الدولة ولا حتي انا كأمين عام. بينما المجلس يقوم بادارة مواردها بذاتها مثل العائدات التي تأتي من الاوقاف والزكاة والتبرعات لتغطية الاحتياجات المجلس باختصار شديد المجلس عبارة عن مؤسسة خيرية.

هل هناك تعاون بين المجلس والمؤسسات الخيرية في جنوب السودان؟

نعم، هذا هو مجالنا الأساسي…نحن وسطاء بين المانحين والمنظمات الخيرية بجنوب السودان. ايضا نعمل شراكات مع المنظمات الاسلامية الخيرية ومنظمات الأمم المتحدة وغيرها.

لدينا تعاون كبير مع وزارة الشؤون الإنسانية….توفقنا عن نعمل حملة مشتركة لجمع التبرعات قمنا بجولات خارجية كلا من: قطر والكويت والإمارات والمملكة العربية السعودية، واستطعنا أن نجلب ستة طائرات محملة بمساعدات إنسانية للعائدين واللاجئين بمخيمات اللاجئيين والنازحين.

“لا ننسى بأن جنوب السودان مرت بظروف صعبة جدا بعد الانفصال في 2011، حدث حروب أهلية وغيرها وأيضا الأخوة في الشمال كانوا يسيطرون علي كافة المنظمات الاسلامية ولن تخصص أي نسبة فيما يتعلق بالوظائف داخل المؤسسات الاسلامية للجنوبيين المسلمين.”

حدثنا عن السيد نائب رئيس الجمهورية ورئيس قطاع الخدمات حسين عبدالباقي اكول؟

طبعا السيد “حسين عبدالباقي أكول ” نائب رئيس الجمهورية ورئيس قطاع الخدمات في حكومة جنوب السودان، هو الآن احد أعضاء المجلس الاسلامي جنوب السودان وايضا هو شغل منصب أمانة الاوقاف الإسلامية في المجلس ووالده السلطان الراحل “عبد الباقي أكول” اول رئيس مجلس الشوري بالمجلس الإسلامي جنوب السودان.

والذي يقوم به السيد النائب هو واجب ديني وواجب أخلاقي، واضافة علي ذلك هناك وصية من والده الراحل السلطان “عبد الباقي أكول” “ربنا يرحمه ويغفر له” لابناءه وعلي راسهم السيد حسين للوقوف بجانب المجلس الاسلامي وحقيقتآ السيد حسين قدم الكثير للمجلس الإسلامي وهذا الرجل دئما يناشد المسلمين للتسامح والتعايش والمحبة والترابط.

ووجود السيد في المجلس الاسلامي مهم جدا، وايضا بقدم من هذا المنبر كلمة الشكر للسيد حسين عبدالباقي اكول وفخامة الرئيس “سلفاكير ميارديت” والسيد المستشار الأمني للرئيس سلفا كير “توت قلواك”، لأنهم دائما يقفون وقفة رجلا واحد بجوار المسلمين بجنوب السودان.

بالرغم من أن هناك انتقادات عديدة للحركة الشعبية من قبل الأخوة في الشمال بأن الحركة الشعبية يقف ضد الدين الاسلامي، ولكن نؤكد بأن الحركة الشعبية لديها  مبدأ حرية الاديان واحترام الاديان والتسامح الديني، والاعتراف بالتعدد الديني وايضا كل الاحزاب في جنوب السودان تحترم الأديان.

كلمة أخيرة:

في الختام نحن كمجلس اسلامي جنوب السودان، نتمني أن تتحقق الأمن والسلام والاستقرار بجنوب السودان وبجمهورية السودان الشقيقة وشرق افريقيا وجميع القارة الافريقية، وانا بدعي للتسامح بين الأمة الإسلامية بجنوب السودان واي شخص لديه مشكلة انا مستعد أن نجلس معه.

ونتمني كل الامة الاسلامية في جنوب السودان، بان يلتفوا حول المجلس، ونحل مشاكلنا بحوار والتشاور.

“نحن كمجلس اسلامي جنوب السودان، نتمنى أن يتحقق الأمن والسلام والاستقرار بجنوب السودان والسودان الشقيقة وشرق افريقيا وجميع القارة الافريقية، وانا بدعي للتسامح بين الأمة الإسلامية بجنوب السودان واي شخص لديه مشكلة انا مستعد أن نجلس معه.”

بناشد جميع الدل الاسلامية لدعم المجلس الاسلامي جنوب السودان، من اجل توفير الخدمات التعليمية والصحية للوافدين من السودان الذين تأثروا بالحرب، التي اندلعت منذ منتصف أبريل ٢٠٢٣م من العام الماضي، ونرحب بالمنظمات الخيرية والمنظمات الإنسانية في اي وقت.

وايضا الشكر كل الشكر لتحالف الاعلاميين والحقوقيين الأفارقة وصحيفة أضواء ميديا، انشاء الله هذه المؤسسات العريقة يقوم بتوصيل صوتنا، وانا من هنا بفتح الأبواب للمنبر من اجل الشراكة….. فيما يخص بنشر مشاريع وبرامج مؤسسة المجلس الاسلامي جنوب السودان للعالم، ونؤكد للتحالف نحن بخير فقط نطلب من سيادتكم أن توصلوا صوتنا للعالم اجمع، وشكرا علي هذه الحوار وإنشاء الله نلتقي في حوارات وندوات ومؤتمرات اخري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock