حوار

انغير بوبكر: الإسلاميون واليساريون مطالبون بالتغيير، والتطبيع الإسرائيلي-الإماراتي “قضية سيادية”

قال الباحث في العلاقات الدولية، انغير بوبكر، إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الموقع اخيرا بوساطة أمريكية، “قضية سيادية” تهم دولتين مستقلتين، واعتبر، من ناحية أخرى، أن عدم إدلاء المغرب بموقف رسمي تجاه ما حدث لحد الآن، “دليل توازن وحكمة ورزانة في التعامل مع قضايا حساسة ولديها تأثير كبير لدى الرأي العام الوطني والإقليمي.”

ومن جهة ثانية، اعتبر الباحث خلال الحوار الذي اجرته معه “أضواء ميديا”، ان مواقف الأحزب اليسارية والإسلاميية على السواء تجاه الاتفاق، نابعة من “نظرة قومية ودينية…(…) لأن إسرائيل تحتل أرضا عربية ويعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، لأن الفلسطينيين عرب لا أقل ولا أكثر…. أما عن الإسلاميين، فاعتبر موقفها من اسرائيل موقفا مبنيا على الدين والعقيدة ولا أساس إنساني له….

  • ماهي القراءة التي يمكن أن تعطيها للاتفاق الإماراتي-الاسرائيلي ليوم الخميس الماضي؟

ذ. اونغير بوبكر: في الحقيقة، الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، المتوقع توقيعه النهائي في واشنطن الشهر المقبل، ليس مفاجئ بالنسبة لي، لأن تطور العلاقات الإسرائيلية في جانبها السري مع عدد من الدول الخليجية وتوافد عدد من القيادات الإسرائيلية إلى أبوظبي وسياسة ولي العهد الامارتي منذ توليه زمام الامور فعليا في الامارات العربية المتحدة، كلها مؤشرات سابقة تؤكد بان تطبيع العلاقات الاماراتية-الاسرائيلية مسالة وقت لا أقل ولا أكثر.

كما أن تعاظم الخطر الإبيراني في المنطقة وتهديده لأمن عدد من الدول الخليجية حفزت بشكل كبير عددا من الدول الى الإسراع بعقد شراكات وتحالفات ومعاهدات دفاع مشترك ضد التهديدات الايرانية وزيادة التوتر في المنطقة.

الاتفاق  في حد ذاته انتصار شخصي للرئيسين نتنياهو و ترامب اكثر لانهما يجتازان في المرحلة الراهنة ازمة شعبية  غير مسبوقة وادارة ترامب كانت في امس الحاجة لمثل هذا الاتفاق لتقديمه كانجاز سياسي خارجي في ظل حملات انتخابية ساخنة ومتوهجة في الولايات المتحدة الأمريكية.

  • ليس هناك لحد الان، رد فعل رسمي مغربي، حول الاتفاقية، وأيضا العديد من الدول العربية لم تقم برد فعل رسمي، لماذا هذا الإحجام الرسمي العربي تجاه حدث  وصفته أكثر من جهة ب”التاريخي”؟

ذ. اونغير بوبكر: الاتفاق الاسرائيلي الاماراتي قضية سيادية تهم البلدين الموقعين ولا تلزم غيرهما، الاتفاق يهم العلاقات الثنائية بين بلدين مستقلين معترف بهما لدى الأمم المتحدة، فلماذا مطلوب من المغرب وغيره ان يتدخل ويعطي موقف هو في غنى عنه، في نظري المتواضع، إحجام المغرب الرسمي عن إعطاء موقف هو نهج سليم في العلاقات الدولية، لأنه دليل توازن وحكمة ورزانة في التعامل مع قضايا حساسة ولديها تأثير كبير لدى الرأي العام الوطني والإقليمي.

فالمغرب، منذ عهد المرحوم الحسن الثاني، كان دائما مع الحوار والتقارب بين الاسرائيليين وجيرانهم، وكان مع إقرار سلام شامل وعادل ومنصف، وكان سباقا لتنظيم مفاوضات سرية وعلنية بين إسرائيل والفلسطينيين والسوريين، وهذه اللقاءات هي التي أثمرت انعقاد مؤتمر مدريد للسلام والذي أعطى انطلاق دينامية التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي بدل الصراع العسكري الدموي الذي فشل فشلا ذريعا في إقرار حقوق الشعب الفلسطيني.

المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس كان دائما مع جميع المبادرات السلمية التصالحية التي تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وفي نفس الوقت، تعطي للمنطقة فرص السلام والتعايش والاحترام المتبادل في ظل احترام قرارات الشرعية الدولية والأرض مقابل السلام  ومقررات المبادرة العربية للسلام التي كان المغرب من أكثر البلدان التي دافعت عنها.

جلالة الملك محمد السادس يترأس لجنة القدس ويرعى مصالح هذه المدينة المقدسة والعزيزة لدى المساميين والمسيحيين ويحرص على حقوق الفلسطينيين وعلى ضرورة قيام دولتهم المستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة. الموقف المغربي واضح إذن في ضرورة إنشاء دولة فلسطينية وينبذ كل اشكال الإرهاب والتطرف واللجوء إلى القوة العسكرية في حل القضايا الدولية.

أما احجام الدول العربية الأخرى عن إعطاء موقف رسمي، فأظن بأن الدول التي تنتمي إلى المحور الإيراني الذي سمي محور “المقاومة والممانعة”، أعطت مواقف واضحة منددة بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي؛ ومن هذه الدول لبنان وسوريا، أما الدول الأخرى، فأظن أن بعضها تربطها علاقات مع إسرائيل سرا أوعلنا وبعضها ينتظر مخرجات الاتفاق الاسرائيلي-الاماراتي ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليبدأ عملية تطبيع علنيا.

  • هنا في المغرب كان بيان أصدرته مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية يدين الإمارات ويؤكد على عدم التطبيع مع  إسرائيل، ما تعليقك؟

ذ. اونغير بوبكر: مع احترامي لنضال القوى السياسية والحقوقية والسياسية ببلادنا من اجل الديموقراطية وحقوق الإنسان، وتقديري لتضحياتها، إلا أنني أختلف معها في مواقفها في الكثير من القضايا الدولية، ومنها موقفهم من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لذا، أرى بأن موقفهم من الاتفاق الإماراتي الاسرائيلي ينبع من نظرة قومية ودينية. فاليسار المغربي يطغى عليه الجانب القومي في تعاطيه مع قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لذلك نراه يطالب بمقاطعة إسرائيل ليس لأنها بلدا محتلا ومغتصبا للأرض بل لأن إسرائيل تحتل أرضا عربية ويعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية لأن الفلسطينيين عرب لا أقل ولا أكثر، ونرى بعض القوى اليسارية المغربية تسكت عن جرائم نظام الأسد في سوريا  كما سكتت في  ما مضى عن جرائم نظام صدام حسين في العراق.

في وقت يسارع اليسار المغربي إلى تطبيع علاقاته مع إسبانيا محتلة سبتة ومليلية المغربيتين. لماذا لا يقاطع اليسار المغربي إسبانيا، وهي تحتل سبتة ومليلية وبريطانيا وهي تحتل جبل طارق؟ ولماذا لا يقاطع نظام الاسد لأنه يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة ويشن أكبر حملة تطهير إثنية في التاريخ المعاصر؟ ثم ما موقف اليسار المغربي من اليسار الفلسطيني المشارك في العملية السياسية داخل اسرائيل؟

أما القوى الدينية في المجتمع المغربي، فموقفها من اسرائيل موقف مبني على الدين والعقيدة ولا أساس إنساني له، فهي تعارض إسرائيل بنفس معارضتها لمنظمة فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية الفلسطينية، لأنها قوى بالنسبة إليها علمانية وتعادي السلطة الوطنية الفلسطينية لأنها في نظرها فرطت في كل فلسطين، أي فلسطين من النهر إلى البحر،  وترفض كل اتفاقيات السلام وتتبنى القوة والعنف كوسائل لتحرير فلسطين. التيارات السياسية الاسلامية المغربية تعارض الإمارات بدعوى التطبيع لكنها تسقط في أحضان قطر وتركيا وهي قوى مطبعة ايضا  بعضها سرا والاخر جهرا ولكن هذه الدول  بماكيناتها الاعلامية  تعرف اللعب على اوتار الشعبوية وتتفنن في دغدغة  مشاعر الشعوب التواقة الى انتصارات ولوكانت وهمية .

في نظري المتواضع ارى ان  القوى السياسية المغربية بكل اطيافها مدعوة للانكباب على تاطير المواطنين والمواطنات وتسليحهم بالفكر النقدي التحرري الذي  يؤمن بالراي والراي الاخر  سواء في القضايا الوطنية اوالدولية ،اما اعادة انتاج نفس الخطابات القومية والايدولوجية التي  لم تحرر ارضا ولم تقم ديموقراطية ولم تسقطا استبدادا فهي تدخل في اطار ما سماه احد المفكرين السعوديين  العرب ظاهرة صوتية .

-قبل 26 سنة كانت هناك اول اتفاقية لبلدعربي  مع اسرائيل ،الامر هنا يتعلق باتفاقيةكامب ديفيدلحظتها  شكلت الاتفاقية  التي جمعت مصر  واسرائيل برعاية امريكية صدمة كبيرةفي الشارع  العربي  السياسي والشعبي  وصلتالى حدمقاطعة   مصر  وسحب عضويتها  من جامعةالدول العربية  لكن سرعان ما عادت الاوضاع   الى مجاريها  وعادت  مصر الى حظيرة الجامعةالعربية … واستمرت علاقاتها مع اسرائيل  ان سار السيناريوعلى نفس الشاكلة ،هل تخبو  الصدمة الحالية  مع مرور الزمن ؟

شخصيا لا يبدولي ان الاتفاق الاماراتي- الاسرائيلي شكل صدمة ما لاي احد  لان الراي العام  الشرق الاوسطي والافريقي والدولي تغير كثيرا مع  الثورة الاعلامية وثورة  الوسائط الاجتماعية التي اصبحت تؤطر وتؤثر اكثر من الاذاعات والتلفزات والجرائد، الراي العام ” العربي ”  بات مقتنع بان اسرائيل امر واقع وان ازالتها من الوجود  لم يعد امرا  ممكننا  في ظل الترهل العربي والتشتت والوهن الذي اصبح يدب في صفوف ما كان يسمى يوما ما المصير العربي المشترك . الشعوب باتت اذكى من ان تستبغى بخطابات التحرير والتنمية والانتصارات الوهمية على اعداء وهميين  والشعوب ترى امامها قيادات فلسطينية واخرى “ثورية ” تكدس الاموال وتنعم في متاع الدنيا  في اقاصي الدنيا . الصدمة الكبرى التي  هي ان ترى  فقراء ومضطهدين ومعذبين في الارض بلغة فرانزفانون  يلتحقون بالتنظيمات الجهادية  ويؤمنون بفكر خرافي ويقومون بالتضحية بارواحهم  ومستقبلهم  ويتم تجنيدهم طرف قيادات سياسية في اليمين واليسار تستغل ماسيهم للتفاوض على مناصب وامتيازات  شخصية . يكفي ان نطلع على ارصدة القيادات الفلسطينية من مختلف الفصائل في مختلف الابناك الدولية  لتعرف ما ذا اقصد؟.

بعد الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي سيخفت صوت بعض التنظيمات السياسية اليسارية رويدا رويدا وهي تنظيمات ضعيفة بيروقراطية في معظمها لا تمثل شيئا مذكورا والتنظيمات الاسلامية التي ستستغل الحدث لمبايعتها لقطر وتركيا واستغلال مشاعر الراي العام الداخلي الذي مايزال يثق في خطابات الاسلاميين ويثق في مظلومياتهم المزعومة. لكن يكفي الامارات العربية المتحدةوالدول الخليجية الاخرى ان  تحرك ماكينتها الاعلامية وتغذق بالاموال  على النخب والاحزاب والصحف ليتغير الراي العام راسا على عقب.

-هناك علاقات  تربط بين قطر واسرائيل وان كانت غير رسمية (غير ديبلوماسية)  وتركيا …الاول  يوسم بالبلد العربي  المسلم   والثاني  بدولة يقود حكومتها  حزب اسلامي  وتربطها علاقات  ديبلوماسية مع اسرائيل وعلاقات تجاريةمهمة  ومع ذلك صدر عنها منها ما يفسر انه مزايدة على الامارات  بعد تطبيع علاقاتها  مع اسرائيل . كيف تنظر الى هذه الصورة؟

تركيا تريد ان تلعب دور البطولة في المنطقة مستغلة انهيار النظام الاقليمي “العربي” والانهيارات المديدة بالشرق الاوسط  نتيجة التدخلات الروسية والايرانية والامريكية في المنطقة ،تركيا تريد ان تنفرد بالعالم الاسلامي مستغلة الانحسار السعودي والمشاكل الداخلية المصرية  وهما بلدان قويان تاريخيا بحكم الجغرافيا والتاريخ والموارد المالية والعلاقات الدولية، تركيا تريد تنصيب حكومات وانظمة تابعة لها في المنطقة لذلك تراها تحشر انفها في الداخل التونسي و الليبي والجزائري .. و اصبح حزب العدالة والتنمية التركي شبيه الى حد كبير بالتنظيم الدولي للااخوان المسلمين لكن في نفس الوقت قيمة المبادلات التجارية والعسكرية التركية مع اسرائيل  اقوى واضخم ثلاث مرات مقارنة بنظيرتها مع البلدان “العربية ”  تركيا  تقيم علاقات استراتيجية مع تل ابيب وهناك تمثيل ديبلوماسي  في اعلى المستويات وعلاقات دفاع مشترك مع الولايات المتحدة  الحليف الرئيسي لاسرائيل  وتقيم علاقات قوية مع  تنظيمات الاخوان المسلمين في العالم  وهم من اشد اعداء اسرائيل والولايات المتحدة على الاقل ظاهريا  هذا التناقض يمكن تفسيره بشكل بسيط على الشكل التالي  تركيا  تستغل قوى الاسلام السياسي في العالم الاسلامي من اجل تقوية علاقاتها وتطوير وضعها التفاوضي في المنطقة مع الولايات المتحدة واسرائيل لا اقل ولا اكثر  فالنظام التركي يبحث عن مصالحه الوطنية فقط فلا يهمها استقرار وسيادة الدول لذلك تراها تتدخل في سوريا و العراق يوميا ولا تكترث بالامن القومي ولا بتنمية المنطقة  بل تبحث عن صفقات مربحة مثل التي عقدتها مع حكومة السراج الليبية.

اما قطر فعلاقاتها مع اسرائيل لم تعد سرا  ولكن قطر بفعل الدور المنوط بها في المنطقة في اطار توزيع الادوار فهي تحاول لعب دور اللاعب الاقليمي الوازن و تستثمر اعلاميا في ذلك  لكنها  في جميع الحالات تبقى دولة ذات علاقات جد وطيدة مع الولايات المتحدة الامريكية الراعي الرسمي لاسرائيل  فكل الدول التي تربطها علاقات مع الولايات المتحدة الامريكية فهي  حليفة  اسرائيل  سواء اعلنوا عن ذلك او اخفوه عن شعوبهم .

  • ألا ترى بأن القضية الفلسطينية لا زالت تبدو  وكأنها استثمار سياسي بالنسبة لبعض الأطراف؟

القضية الفلسطينية هي قضية شعب صودرت حقوقه وشرد بين دول عديدة وعانى الويلات وكثيرا من الماسي والآهات لكن قوى سياسية كثيرة داخل فلسطين وخارجها يمينا ويسارا استثمرت معاناته و ماسيه من اجل مكاسب سياسية دون ان تعطي للفلسطينيين أية حلول وبدائل ولا أن تساهم في رفع الضرر عنهم. الفلسطينيون محتاجون لرأي عام غربي  يناصرهم في المحافل الدولية ومنظمات سياسية فلسطينية مستقلة في قرارها ولا تكون ألعوية للشرق أو الغرب. فالاقتتال الفلسطيني الداخلي وصراعات القيادات الفلسطينية وروائح الفساد التي تفوح في عدد من الملفات في فلسطين  كلها أسباب جعلت المواطن المتعاطف مع القضية الفلسطينية يستكين ويدب إليه الشك واللايقين.

الأحزاب اليسارية واليمينية المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني مطالبة بإعطاء النموذج في تنظيماتها الداخلية وفي برامجها وفي نزاهة أعضائها، فلا يمكن أن تدافع عن حقوق  شعب وأنت تتشبث بالقيادة الحزبية أو النقابية حتى الممات وتصادر حقوق المعارضين وتفرخ الأحزاب والتنظيمات لانعدام الحوار الداخلي.. فالديموقراطية الحزبية والسياسية ضرورة لبناء الدولة والمجتمع.

فمن البلاهة والغباء أن تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وأنت تسحق شعبك وتصادر عيشه الكريم، هذا حال عدد من الاحزاب السياسية العربية التي وصلت إلى كراسي الحكم في عدد من الدول العربية. فبدل أن يقوموا بإصلاح بلدانهم وتوسيع المشاركة السياسية فيها يلومون إسرائيل ويتذرعون بإسرائيل لتبرير الاستبداد والبقاء في الحكم في وقت تعيش فيه إسرائيل حد معقول من التناوب الديموقراطي وهامش ملحوظ من المشاركة السياسية. حرروا أنفسكم وذويكم قبل أن تحرروا الشعب الفلسطيني.


انغير بوبكر

  • باحث في العلاقات الدولية وحقوق الانسان
  • دبلوم السلك العالي للمدرسة الوطنية للإدارة بالرباط
  • دبلوم المعهد الدولي لحقوق الإنسان بستراسبورغ
  • دبلوم المدرسة المواطنة للدراسات السياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock