نساء

الناشطة السودانية صفية إسحاق: أزمة إنسانية بمخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد

صفية إسحاق ادم، من مواليد ولاية غرب دارفور-الجنينة...درست المراحل الأساسية والثانوية بمدينة الجنينة ثم التحقت بجامعة ام درمان الأهلية كلية الآداب قسم اللغة العربية، اما في الجانب الوظيفي، انا موظفه بوزارة الثقافة والإعلام والاتصالات بولاية غرب دارفور وايضا ناشطة حقوقية - قضايا المرأة والطفل.

حاورها: عمر موسي / أضواء ميديا وتحالف الاعلاميين والحقوقيين الأفارقة

انا سعيدة جدا أن أكون ضيفه….. تحالف الاعلاميين والحقوقيين الأفارقة، لأن تحالف الاعلاميين والحقوقيين الأفارقة دائما تهتم بالقضايا الأفريقية سواء كانت قضايا الشعوب الافريقية او الحكومات بالقارة الافريقية.

الاستهداف العرقي بولاية غرب دارفور

في جانب الحرب فى السودان، حيث بدأت الحرب بولاية الخرطوم في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م وبعدها توسع الحرب الي عدد من ولايات السودان ومن ضمنها إقليم دارفور وبالنسبة للحرب بولاية غرب دارفور بما يعرف بدار المسأليت، دخلت الحرب فيها في ٢٤ أبريل ٢٠٢٣م …حيث قامت الجيش السوداني بهجوم علي قوات الدعم السريع وسرعان ما قامت قوات الدعم السريع بصد الهجوم! وبعد ذلك قامت مليشيات الجنجويد التي تشمل جموع القبائل العربية بدارفور، التي في ذاك الوقت متجمعين حول المدينة، بهجوم علي المدنيين بالجانب الجنوبي للمدينة وفي نفس الوقت يستهدفون اثنية واحدة فقط وهي قبيلة المسأليت! حيث أن الجانب الجنوبي من المدينة معظم السكان هي قبيلة “المسأليت” مثل حي الجبل وبمربعتها المختلفة وحي المدايس والمنصورة والثورة والتضأمن ونسبة قبيلة المسأليت بالولاية حوالي ٨٥% وهي الأكثر وايضا قبيلة المسأليت هم السكان الاصلييون بغرب دارفور، حيث استمرت أعمال العنف بأنواعها المختلفة لأكثر من شهر …

اللون الأحمر يوضح موقع ولاية غرب دارفور الجنينة
اللون الأحمر يوضح موقع ولاية غرب دارفور الجنينة

تجمع القبائل العربية وبالتعاون مع قوات الدعم السريع ضد عرقية المسأليت وتم نهب كل الاحياء السكنية التي تقع جنوب المدينة وقتل الشباب ذات تابع اثني وفي الاخير قاموا بحرق جميع المنازل!  مما أجبرت سكان الاحياء الجنوبية بالفرار الي الاحياء السكنية الآمنة وهي المناطق التي تقع شمال المدنية مثل حي تشاد والامتداد والجمهورية  وفي النهاية تم ملاحقتهم واستهدافهم علي اساس عرقي بناءا علي نشاط الاستخبارات التي تم تجنيدهم داخل الولاية  ضد عرقية المسأليت، تم استهدف النشطاء الاجتماعيين والحقوقيين وايضا الاعلاميين والصحفيين والاكاديمين وخريجي الجامعات وكافة أصحاب العقول المستنيرة، واخيرا قامت الجنجويد وقوات الدعم السريع بإعتقال والي ولاية غرب دارفور في ١٤ يونيو وسط احتفالات واهازيج من قبل قوات الدعم السريع وبعدها تم قتله وهذا مؤسف.

هروب المدنيين من مدينة الجنينة بسبب العنف المفرطة

وبعد أعمال العنف المفرط من قبل قوات الدعم السريع والجنجويد، ادي علي مقتل عدد كبير من المدنيين حوالي ٣٠٠٠ مدني منها رجال ونساء وأطفال، وتم اسقاط عدد من المدنيين وهم علي قيد الحياة في مجاري المياه (الوادي) ولا زال هناك مئات المفقودين مما اترت المواطنين للهروب من المدينة والبحث عن أماكن آمنة….واقرب منطقة هي “اردي-متا” والشئ المؤسف حقآ، هو تعذيب الأطفال وكبار السن من قبل الجنجويد بسبب دوافع عرقية، وأثناء تعذيب كانوا هم في طريقهم الي دولة تشاد، حيث مات العشرات من المدنيين بسبب التعذيب وعدد من الجرحي والمصابين لازال يتلقون العلاجات داخل مخيم ادري الحدودية المؤقتة للاجئين بتشاد.

لاجؤون هاربون بسبب العنف
لاجؤون هاربون بسبب العنف

المساعدات الدولية للاجئين

ليس هناك اي مساعدات من جانب الدول الإقليمية او الأجنبية، وحتى الآن، ليس هناك اي دولة قام بمساعدة داخل مخيمات اللاجئيين بتشاد خاصة مخيم “ادري” للاجئين! استثناءا قامت الحكومة التشادية باحتواء اللاجئين وقدمت بعض المواد الغذائية للاجئين بمخيم ادري الحدودية، وبالرغم من هناك مناشدة من قبل الرئيس التشادي الجنرال “محمد كاكي” الا ان لا يوجد هناك اي استجابة من قبل الدول الإقليمية او الأجنبية.

الخدمات الصحية والتعليمية بمخيم اللاجئين

ومن جانب الخدمات الصحية والتعليمية، علي حسب النظام التي تعمل بها منظمات الامم المتحدة، لن يقوم بإنشاء المراكز الصحية او التعليمية داخل المخيمات المؤقته، بالنسبة لمخيم ادري للاجئين هو مخيم مؤقت لذا ليس هناك مراكز صحية او تعليمية وانما اسعافات اولية فقط، اما المخيمات الدائمة لديها مراكز صحية وتعليمية… هناك مدارس لمرحلتي الأساس والمتوسطة وبالنسبة للمراكز الصحية هناك عدد من المراكز الصحية لكل مخيم دائم.

عدد مخيمات اللاجئيين السودانيين بدولة تشاد

يوجد داخل الدولة التشادية حوالي خمسة مخيمات اللاجئيين السودانيين، وموزع بداخل المخيمات حوالى ٤٥٠- ٥٠٠ الف، ومن ضمن المخيمات: مخيم تنقي وهي اكبر المخيمات يوجد بداخلها حوالي ١٤٠- ١٥٠ الف وتليها مخيم مجي وتشمل ١٠٠ الف وثم مخيم اركوم حوالي ٧٠ – ٨٠ الف ومخيم علاشا التي تم انشاءه حديثا توجد في داخلها من ٤٠-٥٠ الف، واضافة الي مخيم ادري المؤقت تمتلك اكبر عدد من اللاجئين السودانيين حوالي ١٧٠ الف ولكن هناك استراتيجية لدي منظمة الهجرة الدولية لتوزيع اللاجئين السودانيين من معسكر ادري للاجئين المؤقتة الي المخيمات الدائمة مثل مخيم (تنقي – مجي – اركوم – علاشا ).

المنظمات المحلية والاجنبية بمخيمات اللاجئين

من هذا المنبر اريد ان اقوم بشكر الحكومة التشادية والشعب التشادي، بشان الموقف الإنساني الذي قامت بها الحكومة التشادية وهي قامت بنشر الجيش التشادي في الحدود من أجل حماية اللاجئين الفارين من أحداث ولاية غرب دارفور، وقامت الجيش التشادي بنقل كافة اللاجئين الي داخل الاراضي التشادية،

لحظة القبض علي والي الولاية الأستاذ خميس أبكر من قبل قوات الدعم السريع
لحظة القبض علي والي الولاية الأستاذ خميس أبكر من قبل قوات الدعم السريع

وبعدها قاموا بنقل والجرحي والمصابين لمختلف المستشفيات بتشاد من أجل العلاج، وايضا قامت الجيش التشادي بتقديم مواد غذائية للاجئين السودانيين….واول منظمة اجنبية قدمت مساعدات للاجئين هي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم (UNCHR) وبعضها منظمة الغذاء العالمي(WFP)، والمساعدات هي مواد غذائية مثل الذرة واللوبيا والعدس، وايضا قامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بنقل اللاجئين من مخيم  ادري الحدودية المؤقتة الي بعض المخيمات الدائمة مثل مخيم ” تنقي” ومخيم “مجي” “واركوم” ومخيم”علاشا” اما المنظمات المحلية ذات إمكانيات محدودة،  ولكنهم قدموا مساعدات بشكل تدريجي اي تقسيم المخيم الي عدد من الأجزاء مثل في شهر يستطيعون أن يصلوا الي  ١٠٠ او ٢٠٠ أسرة وهكذا والمساعدات في شكل فرشات ومشمعات وبطاطين وغيرها، ولكن المنظمات التي تعمل بانتظام داخل المخيمات هي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الغذاء العالمي وجميعهم منظمات تتبع للأمم المتحدة.

دور النشطاء الاجتماعيين داخل مخيمات اللاجئيين

فيما يخص بدور النشطاء الاجتماعيين او السياسيين داخل مخيمات اللاجئيين بتشاد، طبعا تختلف الانظمة والقوانين من دولة لدولة اخرى، وفي تشاد يمنع منعآ بعتا ممارسة الأنشطة السياسية اوالاجتماعية اوغيرها، بل يتم السماح للانشطة والمبادرات الإنسانية فقط مثل جمع التبرعات بوسائلها المختلفة، اي الوسائل والاليات التي يتم تقديم خدمات للاجئين.

مستقبل اللاجئيين في ظل تردي الأوضاع الأمنية

وإما بما يخص بمستقبل اللاجئيين السودانيين داخل المخيمات في الجانب الامني تحديدا، طبعا من المعروف ان معظم اللاجئيين السودانيين متواجدين بمخيم ادري للاجئين وهي تقع في الحدود السودانية-التشادية، وغلبا الحدود تتواجد فيها الجيش بنسبة كبيرة، اي اختصارا كدا بعض اللاجئيين يقيمون في مناطق عسكرية خاصة لاجئ مخيم ادري الحدودية، ومن المتوقع أن يكون هناك استهداف للاجئين من قبل الجنجويد التي يتمركزون في الحدود التشادية-السودانية ومدينة الجنينة وهناك تهديدات من قبل الجنجويد للنشطاء، الذين يعيشون داخل مخيم ادري الحدودية بطريقة غير مباشر وهي عبر مواقع التواصل الاجتماعي او بطريقة مباشر داخل سوق ادري الحدودي، الذي يجمع بين اللاجئيين والجنجويد الذين يأتون من ولاية غرب دارفور الجنينة لشراء بعض الاحتياجات مثل الماوي والملبس وغيرها، هذا يعني هناك احساس بعدم الأمن وسط اللاجئيين السودانيين خاصة بمخيم ادري الحدودية وبعض منهم يفضلون العودة الي مدينة الجنينة اللهي مسقط رأسهم، وفي جانب اخر هناك معاناة كبير وسط الأطفال اللاجئيين السودانيين بتشاد، حيث الأطفال يعانون من سوء التغذية بنسبة كبيرة جدا حوالي ٤٠% وايضا وسط النساء الحمل حوالي ١٠%، واخيرا الكل يعاني من التغيير في الاجواء وخاصة البرودة لأن شرق تشاد تمتاز بالجبال لذلك تكون بارده نوعا ما علي مدار السنة.

آخر كلمة

شكرا جزيلا لتحالف الاعلاميين والحقوقيين الأفارقة، لأنهم منحنوني فرصة من أجل ايصال صوتي ونتحدث عن المسكوت عنها، وبعض الأشياء التي ما كانت واضحة بالنسبة للشعب السوداني والعالم اجمع، ومن هنا بناشد المنظمات الحقوقية والدولية لدعم اللاجئين السودانيين بتشاد لأن الأوضاع في المعسكرات تحتاج الي التدخل العاجل، ونتمني أن تقف هذه الحرب عشان الناس ترجع الي موطنها الأصلي وكفاية حرب وقتل وتشرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock